الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام التركي بين خيارين كلاهما مُرّ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظام التركي بين خيارين كلاهما مُرّ

 

 

 

الخبر:

 

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العقوبات الأمريكية على بلاده إساءة لشريك في الناتو، في حين رفضت الخارجية التركية العقوبات الأوروبية، ووصفتها بالمنحازة وغير القانونية. وقال أردوغان إن استخدام واشنطن قانون "مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات" - المعروف بـ"كاتسا" - ضد تركيا هو إساءة لشريك مهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

وقالت الخارجية التركية - في بيان - إن الاتحاد الأوروبي دخل في حلقة مفرغة بسبب السياسات الضيقة لبعض الدول، وإنها ترفض موقفه "المنحاز وغير القانوني الذي تم إدخاله في نتائج قمة الاتحاد الأوروبي بتاريخ العاشر من كانون الأول/ديسمبر (الجاري)". (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

شر البلية ما يضحك، ها هم حلفاء تركيا بالأمس أوروبا وشريكها القديم تكشف عن أنيابها مرة أخرى بتهديد والعقوبات على النظام التركي، وليس هذا الأمر بجديد بل هو ديدن الأوروبيين بعد عن حولت تركيا وجهتها صوب أمريكا وسارت في فلكها. فهم لم يقفوا أو يتوقفوا يوما عن إذلال النظام والتعامل معه بصفة العدو الذي يجب القضاء عليه أو تحجيمه. وما ذرائعهم تارة بالتعدي على اتفاقيات سرية وقع عليها النظام التركي مسبقا بعدم الخروج من المياه التي قسمت من قبل لمصالحهم، وذرائعهم بالتدخل في ليبيا وجورجيا سوى حجج من أجل اتخاذها حجة لمحاسبة تركيا عن تغيير ولائها. وما قامت به تركيا بتمكين النفوذ الأمريكي في المنطقة كان يمر أو ينسى للنظام التركي. فها هم يجتمعون ويلوحون بالعقوبات على رجال النظام التركي. ولولا أن أمريكا لهم بالمرصاد واستخدامها لنفوذها في أوروبا لمنع العقوبات لتحقق ولو جزء بسيط من حقد الأوروبيين على تركيا نظاما وشعبا.

 

وفي المقابل حتى لا يظهر الأمر كأنه عداء أوروبي فقط سارعت أمريكا بالتلويح بعقوبات على النظام التركي بذريعة شراء النظام منظومة الدفاع إس-400 من روسيا. وهذا العمل لا يخرج عن إطار إبقاء الطاعة والولاء للنظام التركي لأمريكا. وكعادة أمريكا لا تترك عملاءها من غير ضبط وتحجيم وجعل أعناقهم مرتبطة بها تتصرف وتتعامل معهم. وهنا يبقى النظام يسير في فلكها. وحال النظام أنه عليه أن يختار بين خيارين كلاهما مر؛ حضن أوروبا أو حضن أمريكا. وهذان الخياران فقط للعملاء وليسا للمخلصين.

 

وهنا علينا التفكير بشكل مستنير بأن ملة الكفر واحدة وأن ما يقوم به النظام التركي هو إثبات ما هو مثبت بأن النظام التركي خاضع للغرب. وهنا التفكير السليم يرشد إلى أن هذا الواقع يفرض خياراً آخر فقط للمخلصين لأمتهم وشعوبهم وهو خيار الشعوب وهو الانعتاق من العمالة والعودة إلى ما يصلح به حالهم ودنياهم ودينهم. فلا يوجد ما يمنع النظام التركي من العودة إلى استقلالية قراره السياسي والتصرف تصرف المستقلين. لكن هيهات أن يغير النظام جلده الذي لبسه وأقنع غيره به وهو أنهم لا يستطيعون أن يقفوا أمام هؤلاء وكأنهم نسوا أن هذا الشعب التركي ألجم الأوروبيين مئات الأعوام وكانت معه كل الشعوب الإسلامية. إن الأمة الإسلامية ومنها الشعب التركي لقادر على أن يعيد ميزان القوة لكفته وهذا الأمر ليس بكلام نظري بل هو عملي إذا علمنا مدى قوة الجيش التركي والخيرات الموجودة في تركيا والبلاد الإسلامية كلها معهم، ماذا ينقصهم أن يقلبوا الطاولة على ملة الكفر كلها شرقيها وغربيها؟ ينقصهم فقط قرار سياسي مستند إلى إرادة الشعوب وعقائدها الحية. عندها تتوفر الإمكانية، وهذا الأمر ميسور إن استندنا لعقائد الشعوب الإسلامية ودعم خالقهم بتبني نظام منسجم مع شرع ربنا وتحويل وجهة النظام إلى نظام إسلامي يكمن في نظام الخلافة الإسلامية، عندها يتحقق هذا الأمر ويفرح المسلمون بنصر الله وتمكينه. فهل من مستجيب لدعاة الخير في أهل الخير؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا

آخر تعديل علىالسبت, 12 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع