- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مساعٍ حثيثة لتحسين صورة تركيا في الوقت الضائع
الخبر:
بحسب الخبر الذي ورد في صحيفة بوليتيكو وأثناء انعقاد قمة وزراء خارجية حلف الناتو فقد وقعت مشادة كلامية بين وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو، حيث قام الوزير جاويش بالرد على تصريحات بومبيو التي استهدفت تركيا. (خبر ترك، 2020/12/03م)
التعليق:
بحسب التسريبات التي رشحت فإن بومبيو ومن خلال الاجتماع الذي تم عقده على شاكلة المؤتمر المتلفز وجه اتهامات لتركيا في ملفات إس 400 وليبيا وقرة باغ. أما جاويش أوغلو فقد رد على بومبيو بشكل قاسٍ.
من الواضح أن تسريب هذا الخبر إلى الرأي العام هو لتحسين صورة تركيا، فلو لم يغادر بومبيو وترامب الحكم بعد شهر لكان هذا العمل يتطلب جرأة كبيرة. علما أن كلا من بومبيو وجاويش أوغلو يعلمان جيدا أن تركيا تتصرف بشكل يتناسب مع المصالح الأمريكية في مواضيع إس 400 وليبيا وقرة باغ. تُرى أين كان جاويش أوغلو وأردوغان عندما قامت إدارة ترامب بإهانة أردوغان وإدارته في شهري حزيران وتشرين الأول 2019؟! ولماذا لم يتم في حينها توجيه رد قاس عليهما؟! ألا يعد توجيه إهانات من هذا النوع بمثابة إعلان الحرب في أعراف الدول؟!
دعونا نتذكر عندما شبه ترامب أثناء انعقاد المحادثات التي أجريت في مدينة أوساكا اليابانية في حزيران 2019، حيث شبه أردوغان وطاقمه بمهرجي هوليوود. وفي شهر تشرين الثاني من العام نفسه قال ترامب في رسالة تحتوي على إهانات ولم يتم نشرها: "إذا لم تحدث أشياء جيدة فسوف يراك شيطانا إلى الأبد. لا تكن صلبا، ولا تكن أحمق". وبعد اطلاع الرأي العام على هذه الرسالة وبدلا من أن يوجه الجواب اللازم لمن كتبه قال أردوغان إنه سيقوم بتسليم هذه الرسالة إلى ترامب أثناء محادثاته معه مما حط من شأنه.
قال بايدن رئيس أمريكا الجديد في حوار أجراه في شهر كانون الثاني من هذا العام مع صحيفة نيويورك تايمز: "يجب علينا أن ننهج نهجا مختلفا مع أردوغان، وأن نظهر بكل وضوح دعمنا للزعماء المعارضين" وأضاف: "يجب أن يرحل أردوغان بالانتخاب وليس بالانقلاب".
علاوة على ذلك وفي مشاركة سجلت باللغة الإنجليزية لحساب تويتر جاء فيها: "لقد ولى زمن إصدار الأوامر لتركيا، وإذا كنتم تعتقدون بإمكانية المحاولة فلكم ذلك، إلا أنكم ستدفعون الثمن". وما إن انتُخب بايدن كرئيس للبلاد حتى صمت أردوغان وفريقه صمت القبور، وتم إرسال مجاهد أرسلان إلى واشنطن للقيام بالأنشطة المتعلقة بتحسين الصورة. ومن يدري فقد يكون الخبر الأخير الذي نشرته صحيفة بوليتيكو عن تحسين الصورة هو جزء من هذه الأنشطة.
إن العلاقات التركية الأمريكية تشبه إلى حد كبير علاقة العبد بسيده، فكما أن العبد لا يجرؤ على مخالفة سيده فكذلك تركيا لا تجرؤ على مخالفة أمريكا. لم يحدث هذا في تاريخ الجمهورية. إن كل التصريحات المعادية لأمريكا والتي كان يدلي بها أردوغان والزعماء السابقون في ميادين الانتخابات أو قنوات التلفزيون كان الغرض منها تضليل الرأي العام، وهي لا تمت للحقيقة بصلة. أما وراء الأبواب الموصدة فإنهم يظهرون الخنوع والتوسل والتسول كما فعل أجاويد وكما يفعل أردوغان.
إن هذا الأمر ليس خاصاً بتركيا وحدها بل إن كل حكام المسلمين حالهم هكذا، ففي المحادثات الثنائية يقولون الصدق ويتلقون الأوامر من أسيادهم، أما أمام الرأي العام فإنهم يتخبطون ويتظاهرون بأنهم زعماء على مستوى العالم ويصدرون الأوامر ويضعون الأنظمة.
إذا كان الشعب التركي يريد أن يرى زعيما يتحدى ويهين الكفار والمستعمرين سواء خلف الأبواب أو أمام الرأي العام فعليه أن ينظر إلى تاريخ الخلافة الممتد لثلاثة عشر قرنا. وإذا أردنا أن نكتب كيف كان الخلفاء يهينون رؤساء الدول الأخرى فإن المداد لا يكفي، لذلك فإذا أراد الناس أن يروا هذه النماذج ويعايشونها مرة أخرى فعليهم أن يقيموا الآلية التي ستفعل ذلك، إنها دولة الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش