الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب يحاول تمكين المرأة المسلمة لتكون حارسة لهيمنته في مينداناو

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغرب يحاول تمكين المرأة المسلمة لتكون حارسة لهيمنته في مينداناو

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت صحيفة "مانيلا تايمز" أن السفير النرويجي لدى الفلبين بيورن ستوراست جانسن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفلبين أطلقوا شراكة جديدة لدعم بناء السلام وقدرات الوساطة في النزاعات لدى النساء والمشاركة النشطة للشباب في منطقة بانجسامورو. وبموجب هذه الاتفاقية، ستعمل النرويج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفلبين مع حكومة منطقة بانجسامورو ذاتية الحكم لتنشيط لجنة بانجسامورو للمرأة ولجنة بانجسامورو للشباب من خلال مبادرات مختلفة لبناء القدرات.

 

التعليق:

 

إن تعزيز قدرة النساء على بناء السلام هي استراتيجية للمستعمرين لإسكات ضحاياهم وكذلك جعلهم مطفأة للهيب الصراع الذي كانوا يشعلونه منذ ما يقرب من خمسة عقود في مينداناو. إن مصطلح "السلام العالمي" الذي تتداوله الولايات المتحدة وحلفاؤها طوال هذا الوقت ليس سوى شعار لترسيخ هيمنتهم في البلاد الإسلامية، بما في ذلك مينداناو، وهي أرض إسلامية لم تتمكن إسبانيا من احتلالها لأكثر من ثلاثة قرون.

 

إن تمكين النساء بجعلهن ضمن قوات حفظ سلام في مناطق الصراع فكرة سخيفة لأن القواعد والإجراءات ولدت من التصدعات في النظام الرأسمالي الذي تبنته الدول الاستعمارية مما أدى إلى اندلاع الحروب والصراعات. وتتلخص هذه الفكرة في إعلان بكين وقرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، وتتجاهل هذه الفكرة العبثية حقيقة أن النساء هن دائماً أول ضحايا الحروب المدمرة والصراعات والاحتلال العسكري. فالنساء دائما ضعيفات ومستهدفات في الحروب. لذا فإن السؤال هو: كيف يمكن للمرأة أن تكون فجأة قادرة على المشاركة في عملية السلام بينما لم تكن منخرطة منذ بداية مخططات الصراع في ساحة المعركة؟

 

لا توجد إجابة أخرى على السؤال أعلاه، سوى أن الأجندة السياسية للقوى العالمية تسعى لاستغلال النساء المسلمات للحفاظ على استقرار هيمنتها. فالنساء والشباب هم آخر معاقل المسلمين، ولكن على الجانب الآخر، من المحتمل أن يكونوا هم المفتاح لفتح عملية علمنة البلاد الإسلامية في مناطق الصراع. ونتيجة لذلك، فإن جعل النساء يلعبن دورا في قوات حفظ السلام في مينداناو يعني جعلهن حارسات لتوازن الاستعمار الغربي في بلادهن. وفي الوقت نفسه، فإنهن محرومات من إمكاناتهن لإحداث تغيير حقيقي نحو تطبيق الإسلام الكفاحي، لأن سياسات ورغبات ومصالح القوى العالمية تحكمهن وتقيدهن.

 

إن تورط دول غربية مثل النرويج في أرض مينداناو ليس بالأمر الغريب، لأنها تحمل رسالة رأسمالية إلى جانب مهمة "السلام والديمقراطية" التي تبيعها دائماً للبلاد الإسلامية. فمنذ عام 2014، كتفا بكتف مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ساعدت النرويج المقاتلين الذين تم تسريحهم من الخدمة في أعقاب اتفاقية السلام بين الحكومة وجبهة تحرير مورو الإسلامية في عام 2014. ومجلس الأعمال الفلبيني-النرويجي موجود أيضاً منذ عام 2011 حيث يمتلك صندوق تقاعد الحكومة النرويجية Global حقوق ملكية لـ25 شركة فلبينية، بقيمة 221 مليون دولار أمريكي. ومن بين الشركات التي اختارت الدولة النرويجية الاستثمار فيها أيالا، وبنك جزر الفلبين، وجوليبي للأغذية، وبترون.

 

من ناحية أخرى، فإن النظام الفلبيني مطيع جداً للإملاءات الغربية، ولديهم أيضاً مصلحة كبيرة في الحفاظ على استقرار منطقة مينداناو بعد سياسة تنسيق الحكم الذاتي الجديدة التي تم تنفيذها في عام 2019. شكل الحكم الذاتي الجديد في ما يسمى منطقة بانجسامورو ذاتية الحكم هو نتيجة لاتفاقية السلام بين المسلمين في مينداناو وبين النظام العلماني للفلبين، ويحل محل منطقة الحكم الذاتي لمسلمي مينداناو التي اعتبرها رئيس الفلبين "تجربة فاشلة". ومع ذلك، فإن الحكم الذاتي (بأي شكل من الأشكال) لن يوفر أبداً الحماية الحقيقية والاستقلال للمسلمين في مينداناو، بما في ذلك النساء والأطفال المسلمين من الموران الذين عاشوا تحت الاضطهاد لعقود. فقد قتل أكثر من 120 ألف مسلم موراني خلال الخمسين سنة الماضية، ويظل أمن الأرض والممتلكات والشرف في خطر كبير. هذه الأرض الإسلامية تتقلص باستمرار، والفقر مستمر، والقتل مستمر. وفي الوقت نفسه، سيستمر استغلال عدم كفاءة قادة المسلمين المحليين لشيطنة الأحكام الإسلامية وتوجيه أصابع الاتهام لإلقاء اللوم على المسلمين.

 

إن جهودهم لإشراك النساء المسلمات في السلام والديمقراطية لا تختلف عن الجهود المبذولة لإخفاء الهوية الحقيقية للمسلمين في جنوب الفلبين. وإذا ما نجحت، فسوف تُسرَّع عملية ضم المنطقة الغنية جداً بالموارد الطبيعية وستزيد من ترويض المسلمين ليصبحوا أكثر اعتدالاً وواقعية، حتى يؤمنوا بأن الديمقراطية هي الساحة المثالية للنضال الإسلامي. كل هذه الجهود التي قام بها الكفار حكام الفلبين والمؤسسات الدولية لم تكن إلا لأنهم لا يريدون وجود الإسلام في جنوب الفلبين.

 

حبيباتي المسلمات في مينداناو! تذكرن أن السبيل الوحيد للاستقلال هو بالعودة إلى الإسلام والاتحاد مع جميع المسلمين في كنف الخلافة! اعلمن أن الأمة الإسلامية يجب ألا تقع في فخ العدو للمرة الألف. لا يجوز أن يجرّد المسلمون من السلطة في فخ الديمقراطية والقومية! ابقين متسقات مع طريق التغيير بالطريقة الثابتة الصحيحة للدعوة كما جسدها النبي ﷺ. لذلك، انضممن إلى النضال من أجل إقامة الخلافة الراشدة الثانية تحت كلمة التوحيد والحكم الإسلامي، والتي ستسكت كل من يهاجم ويمس شرف المرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالإثنين, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع