- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نستحق نظاماً صالحاً وعادلاً ومناسباً للبشر
(مترجم)
الخبر:
كان من المفترض أن تسفر الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن فوز ساحق لجو بايدن وانتصار حاسم للديمقراطيين. وكان من المفترض أن يشير التصويت إلى انفصال واضح عن الماضي، إيذانا بصباح جديد بعد ليلة مظلمة في أمريكا.
كان من المفترض أن يكون الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر هو "يوم القيامة"، بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترامب، عندما كان الأمريكيون ينتهزون الفرصة أخيراً لإصدار حكم واضح يتناسب مع الجرائم التي ارتكبها الرئيس ترامب ضد مؤسساتهم الديمقراطية وقيمهم الليبرالية.
لكن الانتخابات كانت قريبة جداً من موعدها، بعد يومين من التصويت، مما أثار عدداً من الأسئلة العاجلة.
ماذا حدث للنصر الساحق الذي وعدنا به منظمو استطلاعات الرأي، والذي أظهر تقدم بايدن على ترامب لمدة شهور؟ هل هم ببساطة مخطئون! مرة أخرى؟ حتى بعد طمأنتنا أنهم تعلموا من أخطائهم لعام 2016، وأنهم حسنوا من سلوك وتفسيرات استطلاعات الرأي.
والأهم من ذلك، كيف لا يزال ترامب يحظى بشعبية كبيرة بعد سوء إدارته المطلقة لوباء فيروس كورونا، مما أدى إلى ربع مليون حالة وفاة، وتدهور اقتصادي غير مسبوق، وبطالة من رقمين. كيف يظل خياراً موثوقاً به بعد فضائح وتحقيقات لا حصر لها في سجله المشبوه، من إساءة استخدام السلطة إلى التهرب الضريبي، هذا غير المراوغة؟
باختصار، لماذا، رغم كل ذلك، أدلى أكثر من 68 مليون أمريكي بأصواتهم لصالح ترامب؟ (Aljazeera.com)
التعليق:
لقد أصبحت الديمقراطية مأساة مروعة لا هوادة فيها، فهناك قلق عميق مما يحدث في أمريكا. بعد "المعركة من أجل روح" الأمة الرائدة في الغرب المستنير، صوت 48٪ لإعادة انتخاب رجل وقح ومخز قام بتطبيع الأكاذيب وشجع على الكراهية والتعصب، ومن خلال الجهل وعدم الكفاءة، جلب البؤس لملايين من شعبه.
وبالنسبة لنا، لا نهاية للظلم أيضاً؛ فبايدن ليس صديقا للمسلمين، وهو من سمى نفسه بـ"صهيوني غير يهودي" وهو إلى جانب هاريس من أشد المؤيدين لكيان يهود. (الجزيرة كوم).
لقد رأينا، مع تغيير الرئيس، الكذب والكراهية والزنا ما كان يعتبر أمرا يستحق الثناء، أو قد يُعتبر مجتمع الشاذين فجأة مقبولين عند الله! بمحض الصدفة في شخص المرشح يمكن للرعاية الصحية والتعليم والأمن أن يكونوا للجميع أو أن يقتصروا على الأغنياء. تُتجاهل الإساءة للنساء، إذا ما كان المرء غنياً بما يكفي. لقد صرحت رينا شاه، الخبيرة الاستراتيجية السياسية الجمهورية، أن "الحقائق لم تكن مهمة في هذه الانتخابات"، وأنه كان هناك "المزيد من منظري مؤامرة كيو أنون في مجلس النواب الأمريكي من وجود السود". (الجزيرة، 5 تشرين الثاني/نوفمبر).
في الديمقراطية، تتغير مفاهيم الصواب والخطأ، الجيد والسيئ مع تغيير الرئيس، فهو يهدد الأقليات والضعفاء، ويسخر من المبادئ السامية. على عكس الإسلام، فإن الانتخابات الرئاسية الديمقراطية لا تقتصر على اختيار مرشح، بل هي أيضاً اختيار مجموعات مختلفة من الأخلاق والقيم، و"هوية" مختلفة.
ومع ذلك، حتى بعد أكثر من مائتين وأربعين عاماً من تأسيسها، وبعد حرب أهلية دامية، في أمريكا، لا يزال يتعين على غير البيض والأقليات محاربة العنصرية "المؤسسية". إنه الشيء نفسه مع فرنسا المستنيرة وأوروبا الأوسع.
في المقابل، منذ بداية عهد الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، اعتُبرت العنصرية جاهلية بغيضة. عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ».
في الإسلام، القيم النبيلة، ومبادئ العدل لا تتقلب مع تغير الخليفة. وبغض النظر عن العمر، فإن الضعفاء والفقراء محميون ولهم الأولوية. والكذاب يعتبر فاسقا ولا تقبل شهادته أبدا. لقد أتت الشريعة بالعدالة للعالم، ولتحررنا من ظلم الطغاة، ولتحمي حقوقنا، وتضمن لنا حياة آمنة.
يجب على المسلمين أن ينظروا بعمق في مغالطة الديمقراطية. آن أوان العودة إلى النظام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وطبقه كاملا رسول الله ﷺ في المدينة المنورة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة