- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة من أحكام الشريعة
(مترجم)
الخبر:
هنأ الرئيس رجب طيب أردوغان إدارة حزب العدالة والتنمية بمناسبة عيد الأضحى من خلال الفيديو كونفرنس. وقال أردوغان: "إن عودة آيا صوفيا مرةً أخرى مسجداً زاد من بهجة العيد، ولكن أودّ أيضاً أن أشير إلى أنني أجد بعض المناقشات التي بدأت تحجب إعادة افتتاح آيا صوفيا حاقدة". (وكالات)
التعليق:
قبل البدء يجب أن نعبّر عن أن أردوغان يقصد "ببعض المناقشات" أي الخلافة ويقصد بـ"الحاقدين" أي الدّاعين إلى إقامة الخلافة. وفي ما يتعلق بإصدار مجلة بغلاف بعنوان "الخلافة" بعد افتتاح آيا صوفيا مباشرة، ألقى المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جيليك بياناً قال فيه إن "الجمهورية مثل قرة عيننا". وصرح رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي حول جدل المناقشات عن الخلافة: "مناقشات الخلافة ستضر بوحدة تركيا". كما سنتذكر جميعاً، ما قاله أردوغان ذات مرة فيما يتعلق بالخلافة: "ليس لدينا قضية مثل الخلافة".
الكل يقول - أو قال - شيئاً عن الخلافة أخذاً ورداً...
حسناً، ماذا نقول، ماذا يفترض بنا أن نقول؟ كيف يجب على المسلمين أن ينظروا إلى الخلافة؟
يجب أن تكون لغة وتصرفات المسلمين موافقة لأوامر خالقهم. بعبارة أخرى، عليهم أن يتناسبوا مع أحكام الإسلام. ما يجب على المسلم أن يدعو له، وما يجب أن يقوم به، وما يجب أن يفعله ليس بحسب الواقع، بل حسب الشريعة. لذلك، فإن الرغبة في الخلافة ليست عقلية شريرة.
إذن أردوغان، جعل الخلافة قضية راهنة على جدول الأعمال وأنها "عقلية شريرة"، هل هذا صحيح؟ الرغبة في الخلافة التي ورثناها عن نبينا هي "عقلية شريرة"، هل هذا صحيح؟!
ومع ذلك، فإن جعل الخلافة قضية راهنة هو أحد مبادئ الإسلام.
الحقد الحقيقي هو جعل المسلمين الذين يحبون الإسلام وأحكام الله يدعون إلى العلمانية. أنت من هو شرير العقل بقولك بأن الجمهورية ستكون أبدية في حين إنّ المسلمين يتوقون إلى الخلافة. بعيداً عنه! إنه مثل القول إنك ترعى الديمقراطية التي تدعي أنها أفضل من الله في تشريع نظام أو قانون. مرة أخرى، الحقد الحقيقي هو الإساءة إلى المسلمين في كل منعطف والإساءة إلى المشاعر الإسلامية. وباختصار، فإن الحاقدين ليسوا المسلمين الذين يريدون الالتفاف حول الخلافة برفض الديمقراطية والجمهورية ولكن هو أنتم.
مرة أخرى رأينا الأمة في واد والحكام في واد آخر...
أريد أن أذكر بحديث رسول الله ﷺ لإخوتي الأحباء الذين يتهمهم الحكام بالكره والذين يريدون الخلافة التي تنفذ أحكام الله: «أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ… مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ» الطبراني في الصغير 2/42
الدليل على إقامة الخلافة معروف. هناك العديد من أقوال العلماء بخصوص إقامة الخلافة. ومع ذلك، أود أن أشارك كلام الإمام ابن تيمية من أجل تسليط الضوء على الأمر. حيث قال: "يجب أن يُعلم أن سلطة الخلافة التي تحكم الناس من أعظم واجبات الدين، والواقع أنه لا توجد مؤسسة دينية بدونها، وهذا الرأي في الوقت نفسه؛ هو مذهب السلف مثل ابن إياد وأحمد بن حنبل وغيرهما".
ولما كانت الخلافة من أحكام الشريعة، فإن على علماء اليوم خصوصا أن يكونوا قادرين على التحدث بل يجب عليهم التحدث عن الخلافة على منهاج النبوة. خاصةً عند الحديث عن الخلافة في تركيا... خاصةً عندما تعبر القلوب عن الرغبة في الخلافة...
يا علماء الدين والدعاة والعلماء وقادة الرأي! لقد أحاط الظلم والاضطراب وانعدام الأمن بحياتنا نتيجة النظام الديمقراطي العلماني، ألا تستمرون في دراسة العدل فقط من كتب التاريخ؟ ألا تتحدثون عن دولة الخلافة بصفتها منفذة العدالة وبضرورتها؟
ألن تتحدثوا عن الخلافة بوصفها تاج الفروض كما أطلق عليها علماء السلف، ألم يحن الوقت الآن؟ ألا تقولون إنها وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ؟
أم ستستمرون في إخفاء الحقيقة بسبب مراعاة الواقع؟
لا نعرف عنكم، ولكننا تحدثنا عن الخلافة أمس، ونتحدث عنها اليوم، وسنواصل الحديث عنها غداً. ولا نقول إلا ما قال رسول الله ﷺ: «ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا» البخاري
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله إمام أوغلو