- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلطة الفساد لا تكافح انتشار وباء "كورونا"
الخبر:
إعلان وزير الصحة في لبنان إصابة امرأة بوباء الكورونا.
التعليق:
إثر وصول طائرة من مدينة قام في إيران إلى بيروت أعلن وزير الصحة في لبنان الجمعة 2020/2/21 اكتشاف إصابة امرأة لبنانية على متن الطائرة بوباء كورونا، وقد وصلت يوم الاثنين 2020/2/24 طائرة ثانية من المدينة نفسها التي انتشر فيها الوباء، وقد تعاملت السلطة مع الوافدين بعدم المسؤولية، إذ اكتفت بسؤالهم هل تشعرون بالمرض؟ وحين نفوا ذهبوا إلى بيوتهم وكأن شيئا لم يكن! تجدر الإشارة إلى أن بعض القادمين من الصين - التي انتشر فيها الوباء - من أهل لبنان نشروا مقاطع مصورة استهجنوا فيها لامبالاة السلطة بهم وعدم فحصهم بعد عودتهم بالمطار فكانوا أكثر مسؤولية من السلطة نفسها إذ خافوا أن يكونوا مصابين وينشروا المرض فانتقدوا السلطة لعدم فحصهم، التي سارعت فيما بعد بالاتصال ببعضهم وفحصهم.
إن خطورة مرض كورونا يكمن في كونه معدياً وينتشر بسرعة وعدم اكتشاف علاج له.
وكما عودتنا السلطة على اهتمامها بفرض الضرائب وزيادة الغلاء وظلم الضعفاء وسلب حقوقهم وإهمال رعاية شئونهم، فهي لا تبالي إن قدم أشخاص من مدن مصابة بأمراض معدية كالصين وإيران. وهذا يدل على فساد الطبقة السياسية وعدم أهليتها لسياسة الناس فضلا عن فساد النظام السياسي الرأسمالي الطائفي العلماني العفن.
منذ إعلان فرنسا إنشاء دولة لبنان وفصله عن أصله البلاد الإسلامية واستبدال نظام وضعي مستمد من الدستور الفرنسي آنذاك بحكم الشريعة الإسلامية وأهل لبنان يعانون من تبعات النظام الفاسد وطبقة سياسية عميلة وسارقة، وإن ظهرت تلك التبعات في أيامنا أكثر من ذي قبل حيث بات يشعر بها عامة الناس وخاصتهم.
يا أهل لبنان: لو كان الإسلام هو المطبق فيكم لاتخذ حكامه كل الوسائل التي تمنع إصابتكم بالأمراض والوباء، فقد أشار القرآن إلى ظهور الفساد كنتيجة ليد العابثين في المجتمع المنحرفين عن شرع الله وحكمه. قال الله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [ الروم: 41 ] .
وقد بيّنت النصوص النبوية إلى الكيفية التي يجب التعامل بها مع انتشار مثل وباء كورونا، عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ - أي وباء الطاعون - بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ» رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ. وقال r : «لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» أخرجه الشيخانِ. ولما وَفَدَ وَفْدُ ثَقيفٍ على رسول الله r كان مِن ضِمنِهم رجلٌ مجذوم فأرسلَ إليه رسولُ اللهِ r : «إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ» رواه مسلمٌ.
إن مثل هذه النصوص تبين الكيفية التي يجب أن تتعامل معها السلطة والأفراد في منع انتشار أي وباء يصيب الناس، إذ يحرم على الأفراد الخروج من المناطق المصابة حتى لا ينقلوا المرض إلى غيرهم ولا يتسببوا بنشره بين الناس، كما يجب على السلطة أن تمنع القادمين من أماكن انتشار الوباء من مخالطة الناس وعليها علاجهم والاهتمام بأمرهم.
يا أهل لبنان: لن تنعموا بالأمن والأمان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا وتربويا وأخلاقيا... حتى تحكّموا شرع الله وتعيدوا لبنان إلى أصله جزءا من بلاد الشام وبلاد المسلمين في ظل خلافة على منهاج النبوة تحكم بشرع الله وتملأ الأرض عدلا، ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
#كورونا
#Corona
#Covid19