- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أربع وستون سنة من الاستحمار!!
الخبر:
"احتفل الشارع السوداني مساء أمس الثلاثاء بأول ذكرى استقلال بعد نجاح ثورة 19 ديسمبر وشهدت العاصمة والولايات فعاليات مختلفة في الميادين والساحات احتفالاً بالذكرى 64 للاستقلال". (صحيفة الوطن 2020/1/1م)
التعليق:
في الأول من كانون الثاني/يناير 1956م خرج المستعمر الإنجليزي بجيوشه وساسته من السودان وسلم البلاد لمجموعة من أبناء السودان الذين صنعهم على عين بصيرة بعد أن درسوا بمدارسه ومعاهده وبالتحديد كلية غردون التذكارية التي صارت فيما بعد جامعة الخرطوم فلم يجدوا ما يحكمون به السودان الا الدستور الذي صممه ستانلي بيكر للفترة الانتقالية 1953 - 1956م؛ لأنهم لا يعرفون غيره، وعلى استحياء قالوا إنه دستور مؤقت، فظل هذا الدستور المؤقت هو العظم والأساس لكل الدساتير التي صممت بعد ذلك سواءً في العهود العسكرية أو الديمقراطية، وظلت القوانين الأساسية في شتى مناحي الحياة أساسها القوانين الإنجليزية، بل إن أنظمة الحكم والسياسة والاقتصاد وغيرها هي نسخة مشوهة مما هو موجود في الغرب. فالسودان هو جمهورية والتشريع فيها للبرلمان سواء أكان منتخبا أم معيّنا، وسياستها الخارجية خاضعة لما يسمى بالشرعة الدولية، والاقتصاد فيها قائم على الأساس الرأسمالي ويتحكم فيه البنك وصندوق النقد الدوليان، وعبر القروض الربوية والاستثمارات الأجنبية تُسرق ثروات الأمة ويفقر أهل السودان حيث اعترف وزير المالية الحالي إبراهيم البدوي بأن 65% من أهل السودان تحت خط الفقر، وهو نتيجة حتمية لمن رهنوا ثروات البلاد ومقدراتها للكافر المستعمر وصناديقه الربوية رغم غنى السودان بثرواته المهولة التي حباها الله بها من أرض شاسعة مسطحة صالحة للزراعة وأنهار عديدة وأمطار غزيرة وثروات من الذهب والمعادن النفيسة وثروة حيوانية تبلغ الملايين، فهل بعد كل ذلك يحق لنا أن نحتفل بمرور 64 عاماً من الاستقلال؟!
إننا حقيقة لم نستقلّ عن الكافر المستعمر وإنما الذي حدث هو استحمار! فهي أربع وستون سنة من الاستحمار. إن الاستقلال الحقيقي هو الانعتاق من ربقة الكافر المستعمر وبناء الدولة على أساس عقيدة الأمة وإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عندها فقط يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال والانعتاق من التبعية والذيلية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
وسائط
1 تعليق
-
بوركتم وبوركت جهودكم المميزة