- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس قرغيزستان يدعو إلى حوار الأديان!
(مترجم)
الخبر:
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، نشر موقع رئيس جمهورية قرغيزستان "President.kg" خطاباً للرئيس سورونباي جينبيكوف في المؤتمر الدولي الذي عقد في بيشكيك "المسيحية الأرثودكسية والإسلام - ديانات السلام". على وجه الخصوص، قال الرئيس: "... إننا جميعاً نلاحظ انخراط الشباب الجماعي في الدين في جميع بلدان المنطقة.
إن الدين لديه إمكانية قوية جداً لدفع الحماس في النفوس، وبالتالي فإن حكوماتنا مفروض عليها منع استخدامه لأغراض تدميرية. الدين وظيفته تثقيف الأفراد بالناحية الروحية وبالخلق الاجتماعي. نحن نحتاج إلى أبحاث وتوصيات جديدة للعمل مع الشباب المؤمن في الأوضاع المتجددة. ولدينا القليل من البحث والتطوير في هذا الاتجاه... وقد تمّت الدعوة لهذا المؤتمر اليوم من أجل تقديم توصيات بشأن تطوير الحوار بين الإسلام والأرثودكسية، مع مراعاة التحديات الجديدة في العالم. اليوم، لا يكفي الحوار فقط بين الإسلام والأرثودكسية، بل يحتاج الأمر إلى حوار وتفاعل روحي استراتيجي وثيق للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية وتعزيزها في مجتمعاتنا...".
التعليق:
إن بيان الرئيس سورونباي جينبيكوف، الذي يقول فيه إنه يوجد لدينا القليل من البحث والتطوير لتعليم مجتمع روحي وأخلاقي، على نحو معتدل، هو جاهل، أما بالنسبة للإسلام والمسلمين، فكل شيء واضح وجلي لنا. فعندما أقام الرسول r الدولة الإسلامية في المدينة النابضة بالحياة، وجدت لدى المسلمين الصفات الروحية والأخلاقية.
إن تطبيق الأحكام التي تتوافق مع فطرة الإنسان وتقنع عقله، المنزلة من خالق الإنسان الله سبحانه وتعالى، كان له تأثير إيجابي ليس فقط على المسلمين، ولكن أيضاً على جميع رعايا الدولة، وكنتيجة لذلك تحول الكثير منهم إلى الإسلام وأصبحوا جزءاً من الأمة الإسلامية. ومما يؤكد ذلك النجاحُ الباهر لتطبيق الشريعة الإسلامية لأكثر من 13 قرناً في مناطق شاسعة من الأندلس حتى إندونيسيا. هذا لم يكن خيالا، بل حقيقة معروفة لكل شخص مثقف درس تاريخ المسلمين والخلافة والحكم الإسلامي في العالم.
بالنسبة لموقف الإسلام من الأرثودكسية، هنا، لدى المسلمين أيضاً تاريخ طويل على مرّ العصور، وليست هناك حاجة لإعادة اختراع العجلة. فمن بداية نزول الوحي على النبي محمد دعا r الناس إلى الإسلام. قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. وقال رسول الله r في رسالته إلى إمبراطور الروم هرقل: «... فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ...».
علاقتنا مع غير المسلمين هي حمل الدعوة إليهم لاعتناق الإسلام وترك الكفر. لطالما كانت هكذا، وستبقى هي نفسها هذه الدعوة حتى قيام الساعة! بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النصارى وكل أصحاب الديانات الأخرى، كونهم رعايا في الدولة إسلامية، بالحقوق نفسها التي يتمتع بها المسلمون، ويعيشون في سلام وعدالة، ولم يتعرضوا للاضطهاد بسبب دياناتهم.
الفكرة التي طرحها الرئيس سورونباي جينبيكوف "الحوار بين الأديان" هي فكرة غربية زائفة وفاسدة. أصحابها هم من الغرب الكافر. إنهم يدعون إلى بناء أسس مشتركة بين الأديان، بل ويدعون إلى إنشاء دين وهمي جديد يفرضون على المسلمين تبنيه بدلاً من الإسلام.
لماذا هم يقومون بذلك؟ يعرف الجميع، حتى الشخص البسيط، أن تلك الدول التي تسمي نفسها دولاً تعتنق النصرانية، أنها تعتنق مبدأ فصل الدين عن الحياة. لا يوجد في النصرانية أحكام تتعلق بالدولة والسياسة والاقتصاد، وما إلى ذلك. بالنسبة لهم يبقى الدين في الكنيسة وفي أيام الأعياد فقط، ولا دخل لله في شؤون الدولة وحياة الناس. وما يخص السياسة والحكم، يلقى أمر سنّ القوانين على عاتق من هم في السلطة، يعني أن الإنسان هو من يقرر ما هو جيد وما هو سيئ.
إن دعوة الرئيس سورونباي جينبيكوف إلى العلمانية وبناء العلاقات على الأكاذيب ليس غريباً، لأنه هو نفسه جزء من هذا النظام الفاسد، الذي ابتكره المفكرون الغربيون والقائمون في السلطة، حيث الحياة المجتمعية بعيدة عن الدين، وتبقى السلطة والحكم في أيديهم. والحكام الفاسدون، يسرقون شعوبهم ويقمعونهم...
يرى أولئك الذين يوجهون أنظارهم إلى المجتمعات أن المجتمع يتكون من أفراد ومشاعر وأفكار ونظام يعيشون فيه. أما وجود مجموعة من الأفراد في مكان واحد وتنظيم علاقاتهم بالقوانين فلا يشكل مجتمعاً. إذا وضع إنسان ما هذه القوانين، وبقي الخالق في الكنيسة أو المسجد دون التدخل في حياة الإنسان، فهذا مجتمع علماني، كما هي الحال في قرغيزستان اليوم. وإذا نظرنا إلى الإسلام، فسوف نرى أن المجتمع الإسلامي في الأصل بناه النبي محمد r في المدينة المنورة، واستمرت الدولة الإسلامية تطبق الإسلام حتى هدمت عام 1924م، والأحكام الإسلامية المتعلقة بالحكم والسياسة، الاقتصاد وغيرها تم تطبيقها على الرعايا في الدولة. وليس هناك مكان للأحكام التي هي من وضع البشر! وإن حمل الإسلام إلى العالم كله هو فرض على المسلمين حتى يوم القيامة.
أيّها المسلمون!
إن فكرة "حوار الأديان" ليس لها مكان في الإسلام. أولئك الذين يدعون لها يخلطون بين الحق والباطل، ولن يفلحوا في هذه الدنيا ولا في الحياة الآخرة! لبناء حوار بين الإسلام والنصرانية، أنت بحاجة إلى العودة إلى الإسلام، وليس اللجوء إلى العلمانيين وأفكارهم الفاسدة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير