- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدوك يشكو الضحية للجلاد ويستعين به على جلدها
الخبر:
التقى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الجمعة 2019/12/7، رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، في العاصمة الأمريكية واشنطن، للتشاور حول مجموعة من القضايا، أبرزها دعم اقتصاد السودان وإعفاؤه من الديون. (قناة سكاي نيوز عربية، 2019/12/8م)
التعليق:
إن السودان وأهله لا يختلف عن بقية البلدان التي حكمها ويحكمها عملاء الغرب وخونة الأمة إلى الآن، فقد نُهبت الثروات في بلاد المسلمين بواسطة الذئب الراعي (الحكام) وأصبح أهلها عند المنظمات الغربية كالأيتام على موائد اللئام وكالمستجير من الرمضاء بالنار، ولا غرابة ولا عجب أن نرى ونسمع ونشاهد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يذهب إلى واشنطن لإجراء المشاورات مع البنك الدولي لإعفاء السودان من ديونه! ولكن الأعجب والأغرب أن يحسب حمدوك أن تلك الأعمال تنطلي على عقول أهل السودان!!
إن أهل السودان فيهم من يعلمون بأن البنك وصندوق النقد الدوليين هما أداتان استعماريتان، وأن التنسيق مع هذه المنظمات يجعل البلاد واقتصادها فريسة لتلك المنظمات ويجعل أهل البلاد عمالاً لديها تستثمر جهودهم إلى جانب ثرواتهم وتزيد البلد عجزا فوق عجزه وفقرا فوق فقره ومديونية فوق مديونيته التي كانت المنظمات الغربية أساسها، وكان الحكام ولا يزالون هم المصرحين والمنسقين لدخولها إلى البلاد، وبذلك أصبحوا تابعين سياسياً لإرادة الدول الاستعمارية، ولم يكن حمدوك أول من يذهب إلى البنك الدولي، فقد سبقه بذلك من سبقه من الحكام، ولو كان هو ومن معه يريدون الخير والفلاح لأهل السودان لحملوا مشروع الإسلام ودستور دولته ففيه ما يخرج البلاد من قبضة الكفار فكريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد عرضه عليهم حزب التحرير مرات عدة، والمجلس العسكري أثناء اجتماعه بالخطباء والمرشدين علم بذلك، فقد قالها لهم حزب التحرير بلسان الشيخ ناصر رضا رئيس لجنة الاتصالات المركزية للحزب في السودان: (اجعلوا الأمر لله واقطعوا علاقاتكم بالمنظمات الغربية فإن البلاء والشقاء ما وجد إلا بوجود تلك الجمعيات...) التي يندرج ضمنها صندوق النقد والبنك الدوليان، وها هو رئيس الوزراء السوداني والى وولّى إلى ما حذرنا منه، وكأنه لم يسمع بأن في الإسلام نظاماً اقتصادياً يحل مشاكل البشرية، وكأن في أذنيه وقراً عن سماع من يصدع بالحق جهارا نهارا ويحمله ويطلب النصرة لتطبيقه!
أيها المسلمون في السودان وفي كل بلاد المسلمين، إن حكامكم تمادوا في طغيانهم عليكم واستعانوا بالكفار في كل صغيرة وكبيرة، ويكفيهم ظلما وعدوانا أن حكموا فيكم شرائع الكفر، وعطلوا شريعة الإسلام وحاربوا حملتها ويريدون أن يكرسوا في أذهانكم بأن الفرج لا يكون إلا بالالتجاء إلى الغرب ومنظماته، يشكون الضحية إلى الجلاد ويسلمونها إليه مرة أخرى ليبرحها ضربا!!
إن الخيار الناجع مع هذه الأنظمة هو اجتثاثها من جذورها وإقامة حكم الإسلام على أنقاضها، فهبوا لنصرة من يحمل مشروع الإسلام وكونوا له عونا في حمله وإقامة دولته، وهو بإذن الله جدير بأن يخلصكم من سوء ما حل بكم من أنظمة الفساد والإفساد، فانبذوا شرائع الطاغوت واستمسكوا بشريعة الإسلام وحكمه ونظامه مع من يحمله، فالحق أحق أن يتبع. قال تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾.
كتبة لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد كباس – ولاية اليمن