- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدتنا لا زالت تنبض فينا
الخبر:
أعلنت البحرية الأمريكية تعليق تدريبات نحو 300 طالب سعودي في أكثر من قاعدة حربية لها، فقد قالت وكالة رويترز للأنباء نقلاً عن مسؤولين أمريكيين في البحرية إن 128 طالباً عسكريا سعودياً إضافياً علقت برامج تدريبهم في قاعدة مايبورت العسكرية في أمريكا إضافة إلى 175 ذكرتهم رويترز سابقاً.
ولقد أوقفت البحرية الأمريكية برامجها التدريبية مؤقتاً في قاعدة بنساكولا حيث وقعت حادثة إطلاق النار الأسبوع الماضي والتي نفذها عسكري سعودي، وكانت رويترز ذكرت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن 175 طالباً عسكرياً سعودياً في الولايات المتحدة "تمّ تعليق تدريباتهم كإجراء احترازي للسلامة" بعد أن قام ضابط سعودي بقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثمانية آخرين في قاعدة عسكرية للبحرية الأمريكية في فلوريدا.
التعليق:
بعيدا عما يحمله هذا الحدث من أبعاد متعلقة بالمتدرب نفسه الذي أمضى وقتا طويلا يتدرب في أحضان الجيش الأمريكي، وبغض النظر عما كان ينتابه من مشاعر ودوافع تجاه الجيش الذي يعيث في المسلمين قتالا وتقتيلا، وبغض النظر عما يعكسه هذا الحدث من فشل الكافر المستعمر في غسل عقول أبنائنا في القوات المسلحة ومحو مشاعرهم وأفكارهم الموجودة في أعماق أعماقهم عن عدوهم وما يقترفه في بلادنا، وبعيدا عن ردود الأفعال التي تتابعت من حكام الضرار المنسلخين عن الأمة سعيا منهم للتبرؤ والتكفير عما فعله هذا الجندي في هذه القاعدة الضخمة، بغض النظر عن كل ذلك هنالك سؤال يطرح نفسه قائلا: لماذا يبعث هذا العدد من أبنائنا إلى وكر الكفر أمريكا للتدرب على فنون الحرب والقتال؟!
إن الإجابة على هذا التساؤل لها وجهان اثنان هما من الأهمية بمكان؛ أولهما أن جيوشنا لا تملك ما يكفيها من قدرات وخبرات تضاهي مثيلاتها في بلاد العالم، فالواضح في النهج السياسي المتبع في بلاد المسلمين أن الحكام العملاء قد سخروا جيوش أمتنا من أجل خدمة مصالح أسيادهم في الغرب وتنفيذ مهماتهم القذرة في بلادنا، فسياسة التجنيد والتدريب محصورة في تنفيذ الأوامر من غير وعي وإدراك للعدو الحقيقي وللواجب الحقيقي تجاه هذا العدو، فجيوشنا وقياداتهم العميلة لا تعي بأن واجبها هو الدفاع عن شعوبهم وحمايتهم من أعدائهم وتسخير قواهم فيما يرضي رب العالمين عنهم.
أما الوجه الثاني للإجابة فيكمن في حرص أسياد الحكام العملاء على غرس عقيدة جنودنا القتالية وحصرها في تنفيذ أوامر من دربهم وصنعهم على عينه، فحكامنا حرصوا على جعل جنودنا كالآلات التي تنفذ أوامرهم هم وأسيادهم دون أي وعي ولا إدراك، فلا غرابة بعدها أن يتم إصدار الأوامر المباشرة لهذا الجيش من الكافر المستعمر نفسه، حتى ينظر الجندي المسلم بعدها إلى أعدائه العقائديين على أنهم أصحاب الفضل عليه وأن لهم السمع والطاعة! على أن تدريب أبنائنا في بلاد الغرب يزرع في نفوسهم شعور الضعف والقصور والعجز عن التغيير أمام ما يشاهدونه من قوات وقدرات للغرب الكافر تفوق قدراته وإمكانياته في بلاده.
إن ما لا يعرفه الغرب أن عقيدتنا الإسلامية هي عقيدة حية قوية دافعة، عقيدة تحمل في طياتها ما يفتقدونه هم في نفوسهم، وهو الثقة بالخالق الباري الذي يملك الأمر كله، فالإسلام عقيدة ونظام قائمان أساسا على قدرة الله ونصرته وتمكينه، فلن تقدر أموالهم على محو عقائد المسلمين العميقة التي يحملها جنودنا المتدربون في بلادهم، ولن ينفع الغرب سعيهم ومحاولاتهم الحثيثة في بلادنا، بل ستكون أموالهم حسرة عليهم وفشلا يضاف إلى خيباتهم الكثيرة في بلادنا، فموتوا بحسرتكم فعقيدتنا لن تموت في نفوسنا ولو أنفقتم القناطير المقنطرة، ومهما أعددتم ومكرتم فنصر الله وتمكينه لنا ولن يبقى لكم إلا الخسارة في الدنيا والآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا