- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ليكونوا آلاف الشهداء ولا يكونوا آلاف القتلى
الخبر:
"أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن العدد الحالي للقوات السودانية العاملة في اليمن هو 5 آلاف. وفي تصريحات صحفية عقب عودته من واشنطن، قال حمدوك إن بلاده "بدأت سحب قواتها من اليمن تدريجيا"... وأضاف أنه "لم يجر التطرق إلى سحب بقية القوات" من اليمن خلال زيارته للولايات المتحدة... وعبر حمدوك عن اعتقاده بأن الأزمة في اليمن "لا يمكن أن تحل بالعمل العسكري وإنما بالحوار". ويشكل أفراد قوات الدعم السريع شبه العسكرية غالبية عديد هذه القوات السودانية. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلن عضو مجلس السيادة في السودان الفريق محمد حمدان دقلو (محمد حميدتي) سحب عشرة آلاف عنصر من قوة الدعم السريع بدون إبدال آخرين بهم". (بتصرف عن موقع البي بي سي العربية بتاريخ 2019/12/8م)
التعليق:
حمدوك يرى الحل في الحوار لكنه لا يتحاور، وينتظر أوامر أمريكا، فهو لم يتطرق لقضية سحب القوات السودانية من اليمن في زياراته المتكررة والمزعجة إلى أمريكا في الآونة الأخيرة، وحميدتي سحب بعض القوات وترك بعضهم وهذا الحل في نظره.
بينما يتخبط السياسيون بسبب انتظار إملاءات أسيادهم في بلاد الغرب الكافر المستعمر، يرفض المسلمون في السودان جملة وتفصيلاً وبكل وضوح مشاركة الجيش السوداني في الحرب على اليمن. وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن الهوة كبيرة بين الناس في السودان وبين السياسيين، لا سيما أن الحكومة الانتقالية الجديدة بشقيها - البريطاني التوجه؛ قوى الحرية والتغيير، والأمريكي التوجه؛ المجلس العسكري - تُمثل في حقيقتها التحالف بين أعداء الإسلام، أمريكا وبريطانيا، ذلك التحالف الذي أشعل هذه الحرب المصطنعة لإشغال المسلمين في الاقتتال فيما بينهم، حفاظاً على مصالح الكفار في المنطقة. ولقد قُتل مئات الآلاف من أبناء المسلمين في مثل هذه الحروب ليس من أجل الشهادة ودحر أعداء الإسلام أو إعلاء كلمة الله تعالى، بل إرضاءً لحكام نواطير يحرسون مصالح الكفار كالكلاب الوفية، يعملون لحل نزاعاتهم على أراضي وثروات المسلمين كنزاع أمريكا وبريطانيا في السودان وفي اليمن أيضا (إيران والحوثي طرف أمريكا وهادي وصالح طرف بريطانيا).
هذه المفارقة المؤسفة تجعل القلوب والعيون تبحث عن المخلصين في الجيوش لقلب الأوضاع رأساً على عقب لسد هذه الهوة وطرد النفوذ الغربي وإسقاط الأنظمة الحاكمة التي تواليهم، يجب أن تعمل الجيوش على توحيد بلاد المسلمين تحت إمرة خليفة واحد في دولة واحدة تحمل الإسلام رسالة هدى وعدل ورحمة بالدعوة والجهاد وتحقق مصالح المسلمين وتحفظ أمنهم في كل مكان بدلاً من قتلهم! هذا هو دور الضباط والجنود المخلصين. فأين أنصار الإسلام، أين أنصار رسول الله r؟ أين من يحبهم الله ويحبونه؟ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٥٤].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان