- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الدنمارك تحافظ على سمعتها كبلد يشجع على كره الأجانب بطريقة هستيرية
(مترجم)
الخبر:
أمٌّ تجثو على ركبتيها على أرضية المطبخ في شقتها مع طفلها البالغ من العمر سبع سنوات في كوبنهاغن. مختبئةً وقلبها يخفق خوفاً من ضابطي شرطة دنماركيين يطرقان بابها. ليس لديها أي فكرة عما إذا كانوا قد جاءوا لترحيلها بالقوة أو إلقاء القبض عليها أو ما إذا كان سيسحب ابنها ليجبر على العيش تحت ما يسمى رعاية الأسرة.
هذه المرأة المرعوبة ليست بقاتلة أو محتالة ولا هي سائق شبح. هي بروك هارينجتون التي كانت تعمل كأستاذة لعلم الاجتماع الاقتصادي بكلية كوبنهاجن لإدارة الأعمال. قبل وقوع هذه الحادثة بفترة ليست ببعيدة، كانت قد نشرت كتاباً كان من بين أفضل الكتب بيعاً في الدنمارك.
إن السبب وراء زيارة الشرطة لشقتها، والتي نشرت تفاصيلها في مقال في جريدة نيويورك تايمز العالمية، هو أنها خالفت قانون الهجرة الدنماركي من خلال إلقاء محاضرة خاصة أمام مجلس البرلمان.
في هذا المقال، انتقدت سياسات الدنمارك التي تدعو إلى كره الأجانب، والتي استهدفت أيضاً أستاذاً أجنبياً آخر هو جيمي مارتينيز كوريا القادم من كولومبيا.
التعليق:
يقود السياسيون في هذا البلد سياسة ممنهجة تشجع على كره الأجانب والقومية والتعصب. وهذا لم يظهر صدفةً. على الرغم من أن تلك السياسات استهدفت المسلمين في المقام الأول، إلاّ أن قصة هارينجتون تبين أن هذه السياسة لم تستثن الأكاديميين (غير المسلمين) من الدول الغربية. تذكر أستاذة علم الاجتماع أيضاً، من بين أشياء أخرى، حادثة احتفال الكعك المشهورة لوزيرة التكامل السابقة، إنجر شتويبرغ، ووجود القوانين المشددة باستمرار، كأمثلة على كره الأجانب في الدنمارك في مقالها الصادر في نيويورك تايمز.
منذ وقت ليس ببعيد، خلص تقرير ممول من الاتحاد الأوروبي، وهو تقرير عن الإسلاموفوبيا المنتشرة في أوروبا، إلاّ أن الإسلاموفوبيا شائعة وواضحة للغاية في الدنمارك. يذكر التقرير أيضاً التشريعات التمييزية التي تستهدف المسلمين كأمثلة على ذلك. على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، نشرت وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك منظمات حقوق الإنسان أبحاثا تلو الأبحاث تنتقد الدنمارك بسبب التمييز الممنهج والمؤسساتي ضد المسلمين بشكل خاص.
عادةً ما يستخدم السياسيون مصطلحات شائعة مثل "الدنماركي" وشعارات كراهية ضد الأجانب مثل "الدنمارك للدنماركيين" عندما يخاطبون ذوي القلوب الحاقدة من أفراد الشعب لتبرير سياستهم البغيضة كبلد يكره الأجانب بطريقة هستيرية.
في الإسلام، من ناحية أخرى، فإن القومية والعنصرية والسياسات التمييزية ضد الشرائح الدينية أو العرقية الصغيرة، محرمة شرعاً وتتعارض مع النصوص الصريحة في القرآن والسنة النبوية الشريفة. وإن شاء الله ستطبق الشريعة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، وسيتم الترحيب بحرارة بالأدباء والأكاديميين والعلماء من جميع أنحاء العالم - من كل عرق ودين - تماماً كما رحبت بهم دولة الخلافة دائماً عبر تاريخها الطويل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تيم الله أبو لبن