- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تسليم عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية لماذا؟
الخبر:
أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان توافق جميع مكوناتها على تسليم الرئيس المعزول عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية إذا برأه القضاء السوداني، وقال القيادي في الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم "للآن قوى الحرية والتغيير توافقت على تسليم الرئيس المعزول عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولا توجد أي مشكلة في ذلك".
التعليق:
من المعلوم أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق عمر البشير عامي 2009م و2010م لمحاكمته بتهمته المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية ارتكبت في إقليم دارفور "غرب السودان".
لا أحد يستطيع أن ينفي عن عمر البشير الجرائم التي ارتكبت في حق أهل دارفور؛ حيث أثبتها على نفسه في فيديو مصور اعترف فيه بأنهم قد قتلوا أهل دارفور لأتفه الأسباب التي لا تستحق أن يذبح فيها "خروف".
والشيء المستغرب حقاً أن عمر البشير ارتكب جرائم كثيرة جداً خلال فترة الثلاثين سنة من حكمه وبعضها عظيم جداً كفصل جنوب السودان، وتسليم مليوني مسلم من أهل الجنوب لحكام كفار دفعوا الكثيرين منهم إلى الارتداد عن دين الله، وكذلك دمر اقتصاد البلاد ومكن المفسدين من مفاصل الدولة، ودمر التعليم ودمر ودمر... فلماذا اختاروا له هذا الاتهام الذي لا يعدو كون أنهم وجدوا في داره بضعة ملايين من الدولارات والتي يمكن إثبات براءته منها بكل سهولة؟ مما اتخذها البعض حجة لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. ذلك التصريح الذي وجد ردود أفعال متفاوتة فرضيَ عنه البعض وسكت عنه الأغلبية ولكن كانت ردة فعل قوات الدفاع الشعبي عنيفة حيث هددت بحريق شامل لن يسلم منه أحد حال تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية حسب ما صدر في "وكالة الأناضول".
وهنا يرد السؤال المشروع، لماذا يحاكم عمر البشير في المحكمة الجنائية الدولية؟ هل لعدم نزاهة القضاء السوداني؟ وهذه مشكلة؛ أم أن القوانين السودانية غير رادعة؟ أم أن الجرائم التي ارتكبها لا تعد في السودان جرائم يعاقب عليها القانون؟ أم هي محاولة تضاف إلى المحاولات الكثيرة السابقة التي تستجدي العالم الغربي للرضا عن قوى الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية؟
نتساءل وحق لنا أن نتساءل: هل العالم الغربي حريص على معاقبة من يرتكبون جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية؟ إذاً لماذا لم يقدم بشار الأسد لهذه المحكمة؟ ولماذا لم يقدم بوتين لهذه المحكمة؟ ولماذا لم يقدم حكام دويلة يهود لهذه المحكمة؟ ولماذا لم يقدم المسؤولون في أفريقيا الوسطى الذين ارتكبوا الفظائع في حق المسلمين هناك؟ ولماذا لم يقدم حكام الصين الذين يرتكبون يومياً المجازر في حق مسلمي الإيغور؟ وحكام ميانمار ضد مسلمي الروهينجا؟ ولماذا ولماذا... والقائمة تطول؟
إن الذي يحقق العدل هو الحكم الصادر من خالق الإنسان والكون والحياة الذي هو وحده يعلم ما يضره وما ينفعه، ولا يوجد أي عدل في الدنيا لا في القوانين المحلية ولا القوانين الدولية.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾ وقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن حيث ذكر في وصفه ومن حكم به عدل.
فالعدل ليس في لاهاي ولا في باريس ولا لندن ولا موسكو... إنما العدل هو الخلافة الراشدة حيث تطبق أحكام الله والتي هي خير حتى للذي ارتكب الجرم، فهي زواجر وجوابر فنسأل الله أن يكرمنا بها قريباً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان
وسائط
1 تعليق
-
إنما العدل هو الخلافة الراشدة حيث تطبق أحكام الله