- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحراك الثوري في لبنان إلى أين؟
الخبر:
الحراك الثوري في لبنان...
التعليق:
بعد سلسلة من الأزمات المتلاحقة والمتصاعدة في لبنان بحيث بدأ الانهيار المالي بشكل كبير ومتسارع، وبعد انتشار أخبار السرقات والفساد المالي والأخلاقي للطبقة السياسية الحاكمة، كالوفد الرئاسي إلى نيويورك الذي ضم أكثر من 160 شخصا، وفضيحة الـ16 مليون دولار المقدمة من رئيس الحكومة لعارضة أزياء، وتوظيف وزير الخارجية، صهر الرئيس، للمحسوبين عليه بمبالغ كبيرة... في ظل ازدياد فقر الناس وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الاستشفاء والتعليم والعمل، وبعد فشل السلطة في وقف تدهور العملة أمام الدولار وعدم معالجة أزمة النفايات وفقدان السيطرة على الحرائق حيث انتشرت أخبار شراء طائرات معطلة للإطفاء بملايين الدولارات...
وبدل أن تقوم السلطة السياسية بعلاج الأزمات علاجا يوقف الانهيار ويخفف منها إذا بها تتمادى في زيادة الضرائب على الناس! فبعد اجتماع مجلس الوزراء صباح يوم الخميس 2019/10/17 حيث اتخذ قرارا بمناقشة اقتراح وزير الاتصالات بفرض ضريبة 6 دولارات على اتصالات الواتساب شهريا بحيث تحصل الدولة من وراء ذلك حوالي 200 مليون دولار في السنة، تداعى الناس للنزول إلى الساحات العامة والتظاهر ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة، فحدث ما لم يكن بالحسبان، وانفجرت الأزمة واحتشد الآلاف مطالبين بوقف مناقشة قرارات الضرائب فتراجعت الحكومة عنها ولكن الناس استمروا في اعتصاماتهم، فأرسلت السلطة شبيحتها للاعتداء على الممتلكات العامة وتشويه صورة الاعتصامات، إلا أن ثبات الناس والتبرؤ من المخربين أفشل محاولة السلطة الخبيثة في وقف الاعتصامات، فازدادت الأعداد لتصل إلى ثلثي السكان وامتلأت الساحات وتقطعت الطرقات وأصبحت البلاد في ظل عصيان مدني كبير وزاد الوعي في الحراك وأصبحت مطالبهم استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الطبقة السياسية وإسقاطها جميعا.
فقامت الحكومة بإقرار سلسلة من القرارات الإصلاحية خلال أيام ثلاثة في محاولة منها للالتفاف على الناس، إلا أن الناس رفضوها بشدة ولسان حالهم يقول "من جرب المجرب عقله مخرب". وارتبكت الدولة وأجهزتها وبدأت حركات مشبوهة للسفارات.
لقد تجاوز الناس بحراكهم الطائفية البغيضة والمذهبية المفرقة وتوحدت المطالب وتبرأ الجميع من أحزاب السلطة، ولم تبرز قيادة للحراك حتى الآن ولم تستطع قوى المعارضة امتطاءها، ولا شك أن لهذا الحراك تأثير في البلاد العربية سرعان ما يجدد حراك بقية الشعوب العربية ضد الظلم.
وقد حاول بعض المتطرفين من العلمانيين واليساريين والملحدين توجيه الحراك لأفكارهم وفسادهم الأخلاقي إذ أحضر بعضهم راقصة أمام مسجد محمد الأمين "لكن المشاركين في الحراك أوسعوها ضربا هي ومن أتى بها"، وكذلك فعلوا في طرابلس وراحوا يفعلون المنكرات بين المتظاهرين إلا أنهم لم يستطيعوا قيادة الناس.
وهنا نذكر وننصح ونحذر الثوار والناشطين من عدم تبلور المطالب؛ إذ إن إسقاط النظام دون تقديم البديل يؤدي إلى الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية وانهيار العملة وزيادة الفقر، فلا بد أن يختاروا قيادة سياسية واعية ومخلصة بعيدة عن العمالة والتبعية تكون أهدافها واقعية وطريق تحقيقها واضحاً، والحذر كل الحذر من وسائل الإعلام التي تعمل على توجيه الثورة نحو العلمانية والتي تبرز قيادة فاسدة ربما تزيد عن فساد من هم في السلطة.
كما أن الغرب وضع خططا للالتفاف على الحراك، من تهيئة الجيش لاستلام الحكم إذ إن حكم العسكر يجعل الناس تترحم على الحكم السابق، أو من خلال تعديل حكومي وتبقى السلطة السياسية الفاسدة، أو من تخويف وترهيب الثوار بشارع مؤيد للطبقة السياسية الفاسدة.
ويبدو أن المواجهة حتمية ما بين الحراك الشعبي والسلطة سواء من خلال شارع بمواجهة شارع وبدعم حزب إيران الذي يعتبر أن العهد عهده ولن يسمح بإسقاطه فقد نُقل عن حسن نصر الله قوله "إسقاط العهد أي رئيس الجمهورية يساوي إسقاط حسن نصر الله"!
وأمريكا التي يتبع لها معظم من هم في السلطة إن لم تتمكن من الحفاظ على السلطة بشكلها الحالي فستعمد إلى استقالة الحكومة أو استلام العسكر وهذا أمر خطير، فإن وعى الثوار سيفشلون تلك الخطط.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
وسائط
1 تعليق
-
حسبنا الله ونعم الوكيل