- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة الإسلامية تمضي في طريقها الصعب إلى عظمتها السابقة
(مترجم)
الخبر:
استخدمت الشرطة في القاهرة الغاز المسيل للدموع لتفريق 1000 شخص تجمعوا للاحتجاج والمطالبة باستقالة عبد الفتاح السيسي، وتقوم فرق الشرطة الخاصة بدوريات في العاصمة وغيرها من المدن في مصر. (يورو نيوز روسيا)
التعليق:
بعد ثماني سنوات من الأحداث الثورية التي أدت إلى الإطاحة بالدكتاتور حسني مبارك تعود الاحتجاجات الجماهيرية مرة أخرى والتي تهدف إلى استقالة عبد الفتاح السيسي الذي أصبح بديلا موثوقا لمبارك.
على خلفية أن الربيع العربي لم يؤد إلى انتصار الإسلام اليوم هناك نقاش بين المسلمين: هل كانت الأحداث في تونس ومصر واليمن وغيرها من البلاد الإسلامية وخاصة الأحداث في سوريا علامات على صحوة الأمة أم أنها على العكس من ذلك تشير إلى انحدار عميق؟
عندما نحلل تلك الأحداث يجب أن نفهم أن انتصار الإسلام بعد عقود من غزو الثقافة الغربية الأجنبية غير الإسلامية كان ممكن الحدوث ولكنه صعب في ظل ما نشهده اليوم.
أما بالنسبة لمصر، فمن المؤسف أن نتذكر أنه في تموز/يوليو 2013 تمت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي غفر الله له المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وكان هذا الوضع ناجما عن أخطاء متعددة للإخوان المسلمين، التي لم تستغل الفرصة التي امتلكتها للبدء في تطبيق جميع أحكام الشريعة الإسلامية على مستوى الدولة في مصر، وبدلا من تطبيق أحكام الإسلام بدؤوا بالتقدم مع القوى غير الإسلامية المؤثرة في مصر وفي الخارج، والتوصل إلى حل وسط معهم، وكل هذا أودى بهم إلى الغرق في الخطايا والحرمان من دعم الناس لهم. وعندما أدركت أمريكا أن رئاسة مرسي أصبحت بالية، تم تعيين وزير دفاع مرسي، عبد الفتاح السيسي وتراجعت مصر إلى عهد حسني مبارك.
على الرغم من ذلك وبعد 6 سنوات، قام المسلمون في مصر بالوقوف مرة أخرى للتخلص من الطغيان واستعادة الحق في تقرير مستقبلهم بأيديهم. وربما يقول أحدهم إن الاحتجاجات الأخيرة في مصر موجهة من الخارج أو أنها غير قادرة على أن تؤدي إلى تغييرات جوهرية، ولربما سيقول أحدهم إن نتائج هذه الاحتجاجات الجماهيرية ستنقلب مرة أخرى ضد المسلمين في مصر.
إن المهم في هذه الأحداث والربيع العربي بشكل عام هو حقيقة أن الأمة الإسلامية تنهض بالتأكيد بعد سقوطها. ويمكننا أيضا أن نقول إن الأمة الإسلامية تسعى اليوم إلى طريق العودة إلى عظمتها الماضية وقيادتها العالمية، على الرغم من أن هذا السعي يتم عن طريق التجارب والاختبارات، وعلى الرغم من أن المسلمين ما زالوا محاصرين في شراك وخداع للقوى الاستعمارية. كما يمكننا أن نقول إن المسلمين حتما لن يعودوا أبدا إلى الوضع القديم عندما قام الطغاة على مدى عقود بتعذيب أهل البلاد الإسلامية بدون عقاب لأنهم لم يحصلوا على أي معارضة من أحد باستثناء بعض الأفراد والمجموعات القليلة.
ولذلك فإن الأحداث الأخيرة لم يسبق لها مثيل لانتصار الإسلام النهائي. وعلى الرغم من الحدود المصطنعة بين البلاد الإسلامية فإن الأمة المسلمة تتحرك اليوم كجسد واحد في جميع أنحاء البلاد الإسلامية وتعود نفسها لتعود واحدة من أهم الشخصيات المذكورة في حديث رسول الله e: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
كل هذه تباشير بانتصار حتمي للأمة الإسلامية في نضالها من أجل عودة عظمتها الماضية وتقدمها وعزتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا