- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اتقوا الله في أبنائكم ولا تدعوهم فريسة للمجرمين على مواقع الشبكة العنكبوتية!
الخبر:
يؤدي الانتشار الواسع لاستخدام التكنولوجيا بين الشباب والأطفال لزيادة خطر وقوعهم ضحايا لجرائم الإنترنت بما فيها "الاستدراج عبر الشبكة العنكبوتية"، في ظل ضعف مراقبة الأهل لنشاط الأبناء في هذا الفضاء. تلك خلاصة ما تطرق له دنيز أوناي، خبير مواقع التواصل الإلكتروني، في حديث لوكالة الأناضول نشرته بتاريخ 2019/10/3، قال فيه "المستدرجون على الإنترنت يختارون فريستهم، ويبدؤون بتحضيرها من أجل استغلالها (جنسياً) لاحقاً". وفيما يتعلق بالفئة المستهدفة، قال أوناي هم يستهدفون عادة الأطفال الضعفاء الذين يعانون من تدني احترامهم لذاتهم، والذين لا يخضعون لمراقبة كافية من الآباء والأمهات". وبحسب أوناي، فإنّ مستدرجي الأطفال يستخدمون طرقاً مختلفة "كطرح أسئلة بريئة حول أهل الطفل، مثل ساعات عملهم من أجل تحديد الفترة الأنسب للتواصل مع الطفل". وفيما يتعلق بالأساليب، التي ينتهجها المستدرجون، يقول أوناي: "إنّ منح الأطفال الاهتمام الشديد وشراء هدايا لهم هي أيضاً أحد الأساليب المتبعة". ويشير الخبير إلى أنّ "الخطوة التالية بالنسبة للمستدرج تكون فصل الطفل عن حياته اليومية بهدف أن يشغل هو تركيز الطفل بشكل أساسي". ولفت أوناي إلى أنّ "الأطفال يميلون إلى ربط أنفسهم بشخصيات - أبطال - الألعاب التي يلعبونها على الإنترنت، الأمر الذي يستغله مستدرجو الأطفال".
التعليق:
لقد سهلّت وسائل الاتصال الحديث ومنها الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من حياة النّاس وتواصلهم فيما بينهم، وقدّمت لهم خدمات في مجالات شتى فكانت نعمة، ولكن للأسف فإنَّ الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل قد حولّها إلى نقمة ولا سيما في صفوف صغار السنّ، وهذا التقرير يضيء لنا على جانب من الجوانب السيئة نتيجة الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل في ظلّ غياب رقابة الأهل، ووجود ضعاف النفوس والمجرمين الذين يستغلون براءة الأطفال لتحقيق مآربهم الدنيئة.
لقد أصبحت "الأجهزة الذكية" من هواتف وحواسيب متصلة بالإنترنت متوفرة بأيدي الأطفال بشكل كبير، فقد تطرق التقرير لدراسة عالمية كشفت أنّ 49.7% من الأطفال يستخدمون الإنترنت لساعة على الأقل يومياً، بينما 63.5% منهم يملكون أجهزة ذكية خاصة بهم، وأنّ 75% يشاهدون المقاطع المصورة عبر الإنترنت ويستمعون للموسيقى، و70% منهم يلعبون الألعاب. وأشار الخبير إلى أن الدراسة أظهرت أيضاً أنّه "بالكاد نصف عوائل الأطفال تراقب استخدامهم لشبكات التواصل". وغني عن الشرح الآثار الصحية التي تتسبب بها الفترات الطويلة التي يقضيها الأطفال على هذه الأجهزة، عدا عن العزلة الأسرية التي سببتها فقطعت التواصل بين أهل البيت الواحد حيث تحضر أجسادهم وتغيب أذهانهم، يضاف إلى ذلك فقدان الأمان والخصوصية وجعل البيوت بلا أسوار وآثار سلبية كثيرة لا يتسع المقام للحديث عنها هنا.
لقد استغلّ ضعاف النفوس والمجرمون حبَّ الأطفال للعب، وشغفهم بأبطال هذه الألعاب، فجعلوا منها أداة لتدمير هؤلاء الأطفال نفسياً وجسديا، فكثير من هذه الألعاب تعلّم الأطفال العنف، بل إنّ بعضها دفعهم للانتحار، ومن جهة أخرى حاولوا إفسادهم بتمرير مشاهد مخلّة بالآداب من خلالها وفتح باب الدردشة بين الفتيات والفتيان، والأدهى والأمّر أنّهم يستدرجونهم من خلالها لارتكاب الفواحش.
أيّها الأهل: إننا ندق ناقوس الخطر لتنتبهوا لأبنائكم ولا تجعلوهم فريسة لهؤلاء المجرمين، فأشغلوا وقتكم ووقتهم بما ينفعكم في الدنيا والآخرة، ولا تهملوا رقابتهم وتوجيههم في كيفية استخدامهم لهذا الفضاء الواسع الذي فيه الغث والسمين، ونذكركم بأنّ الله سائلكم عنهم يوم القيامة، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ ويقول e : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة