- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دمى بيد أمريكا
الخبر:
حذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلة تلفزيونية بُثت الأحد من أن أسعار النفط يمكن أن ترتفع إلى مستويات "خيالية" إذا لم تتضافر الجهود لـ"ردع إيران"، لكن قال إنه يفضل الحل السياسي على الحل العسكري. وقال ولي العهد في مقابلة أُجريت معه يوم الثلاثاء إنه يتفق مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أن هجمات 14 أيلول/سبتمبر كان عمل حرب قامت به إيران. لكنه قال إن بلاده "تأمل في ألا يكون الرد العسكري ضرورياً والحل السياسي أفضل بكثير" لأن اندلاع حرب بين المملكة وإيران سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي. (DW)
التعليق:
إذا تتبعنا الأحداث بشكل دقيق نجد أن هناك يداً خفية تحاول خلق نزاع ظاهر، ومستحق من وجهة نظر كلا الطرفين، بحيث الأول منهم بريء، والثاني معتدى عليه، ويجب الرد.
هل حقيقة هذه الأمور حدثت بلا مدير لها، أم هناك من يسعى خلف الكواليس، والذي هو في الأصل قادر على منع حدوثها؟!
ولكن نجد أن وراء كل هذا بصمات أمريكا والتي كانت من بداية الحرب التجارية على الصين، ومن ثم العالم، والمضائق، والبواخر النفطية، والأعمال التخريبية التي حدثت في الإمارات للبوارج ثم الهجوم الحوثي على المواقع النفطية السعودية، وجميع هذه الأحداث لا يمكن أن يكون لها واقع وتنجح دون موافقة أو رعاية أمريكية.
فهنا نسأل هل أمريكا حقيقة تسعى إلى نشوب حرب في منطقة الشرق الأوسط بين قطبين يتبعان لها، وبينهما عداوة الدهر التي زرعتها هي بأيديها لتخدم مصالحها وعينت عملاء وحكاماً لا يرفضون لها طلبا مهما كان حجمه ونتائجه؟
الجواب بالطبع يطول ولكن أختصر القول بأنه بعد تحول السعودية إلى التبعية لأمريكا في عهد سلمان أصبح تفكير أمريكا منصباً على السيطرة وبسط نفوذها على المنطقة لما تحتويه من موارد طبيعية ضخمة، وطاقات بشرية هائلة، والأهم لما يسكن قلوب شعوبها التي ما زالت تنبض بتمسكها بعقيدتها، هذه العقيدة المهيأة حتما لتسنم مركز الصدارة في العالم.
لذلك تسعى أمريكا جاهدة لتحقيق أمرين بعد تقسيمها وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط؛ أولا: إحكام السيطرة على باقي دول العالم وإضعافها وإجبارها على أخذ موافقة دولية أو محلية لتدخلها في أزقة الصراع القائم ولو خارج أراضيهم، وبذلك يصبح العالم بأسره في أضعف حالاته التي لا تسمح له بالوقوف بقوة تجاه الأزمة المالية القادمة، وأيضا لا تسمح له بأن يستعيد قدرته على الوقوف بسرعة، وبذلك هي تكون أقدرهم على السيطرة باعتبارها هي المدبر وسوف تكون محصنة لنفسها وأقل الأضرار الجانبية عليها لأنها تسيطر على منابع القوة المستقبلية اقتصاديا بوجهة نظرها!
أما الأمر الثاني فهو يتمثل بأن تكون بؤرة الانهيار الاقتصادي ناجمة عن صراعات، وحروب هي سوف تغذي شرارتها في اللحظات التي تريدها، وبذلك يبقى عند الناس العامة أنه حصل انهيار بسبب كثرة الصراعات وليس سببه فشل المنظومة الرأسمالية، وبذلك وبعد جيل من هذا الانهيار المالي تستطيع أن تعيد العمل بنظام الرأسمالية باعتبار أنه لا بديل له من وجهة نظرها.
وأيضا إنه النظام الذي كان يمارس ولم يثبت فشله وبهذا نجد أن هناك مصلحة لأمريكا بأن تدفع بكل الوسائل إلى نشوب الحروب ولكن قبل ذلك يجب أن تضغط على دول العالم حتى تأخذ كل منهما طرفاً يقف إلى جانبها وبذلك يكون لجميع الدول يد في هذه الحرب التي هي أصلا مطلب أمريكي، والله أعلم.
ولكن، خابت أمريكا ومخططاتها فإن العاملين على استعادة الحكم بما أنزل الله وتطبيق حكم الله على الأرض وتحقيق بشرى رسولنا الكريم e بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لن يستكينوا ولن يركنوا إلى كل هذه السيناريوهات الخبيثة. ولن يضيعوا فرصة ولا موقفاً بل كلهم أمل بوعد الله، وهم حريصون على استمرار العمل وتوجيه الأمة نحو الهدف الحقيقي بأقصر الطرق وأقل كلفة وهم صامدون لا يخافون في الله لومة لائم.
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي