- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تستنزف عملاءها الدكتاتوريين، وبعد فشلهم تلقي بهم تحت أقدام الثائرين
الخبر:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن لدى مصر قائدا رائعا يحظى بالاحترام، وأضاف ترامب خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الفوضى كانت تعم مصر؛ لكنها خلت بعد قدوم السيسي. وتجاهل الرئيس الأمريكي المخاوف بشأن الاحتجاجات ضد نظام السيسي، وعلق عليها بقوله إنها تحدث في جميع دول العالم "والجميع لديهم مظاهرات". من جهته قال الرئيس المصري إن الإسلام السياسي هو سبب الفوضى في المنطقة "وستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار طالما يسعون إلى السلطة"، وأضاف: "إن الرأي العام في مصر لن يقبل بوجود جماعات الإسلام السياسي في الحكم". (الجزيرة نت)
التعليق:
إن فشل أمريكا السياسي والمبدئي في حل المشاكل الدولية، ومنها إيجاد الاستقرار في الدول التابعة لها مثل مصر وسوريا، يضعها أمام خيار واحد، هو خيار ترامب (العصا الغليظة)، فهو يخلّي بين الدكتاتوريين وشعوبهم لينكلوا بها، من أمثال السيسي الذي يبطش بأهل الكنانة، وبشار الذي يحارب أهل الشام، فإن فشلوا في القمع لجأت أمريكا إلى استبدال عملاء آخرين بهم، يجددون الوعود الكاذبة لحل مشاكل الناس ويتظاهرون بأنهم من الأمة وفي خدمتها، وأنهم من أبناء الثورات، وبعد انكشاف أمرهم يلجؤون إلى البطش، فإن فشلوا استبدلت أمريكا بهم عملاء آخرين... وهكذا دوليك.
ولكن قد فات أمريكا أن الأمة الإسلامية (ومنها الشعوب التي ثارت وما زالت) تتعلم من أخطائها، وقد عزمت أمرها على عدم الرجوع إلى الخلف بقبول الظلم والنوم على ضيم، وما سقوط الأحزاب السياسية - ومنها التي تدّعي تبنيها للإسلام - في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تونس، ورفض أهل الجزائر التفاف الجيش على ثورتهم برفضهم للعبة الانتخابات التي اقترحها الجيش، إلا مثال على أنه ليس من السهل أن تلدغ الأمة من جحر واحد مرتين، إلا بشق الأنفس من المتآمرين عليها. في هذا السياق نذكر ما قالته الباحثة إيمي هوثورن إن "الطغاة العرب يحتاجون إلى ما هو أكثر من دعم ترامب كي يمكثوا على كراسي السلطة، فهم مثل المستبدين في كل مكان، يعتمدون غالبا على الأدوات المحلية، التي تشمل السيطرة على القوات المسلحة والشرطة لسحق المعارضة، وعلى الإعلام، ونظم التعليم، لتشكيل الرأي العام، وكذلك على موارد الدولة لتمويل شبكات الفساد. علاوة على ذلك، يعرف هؤلاء كيف يستغلون التهديدات الأمنية والانقسامات المجتمعية لتبرير الحاجة إلى الأمن والنظام، وترسيخ ما يكفي من الخوف أو الاستكانة، لردع معظم المواطنين عن الانتفاض".
في ظل فشل العالم الغربي الحضاري وبدء الركود الاقتصادي وعلى رأسه أمريكا، ونشر أمريكا للفوضى في العالم وإشعالها الحروب، لن يكون أمام البشرية حل سوى استبدال المبدأ الرأسمالي، أس الداء والبلاء، وتغيير الموقف الدولي إلى موقفٍ القوي فيه ضعيف حتى يؤخذ الحق منه، والضعيف فيه قوي حتى يؤخذ الحق له، وهذا لا يكون إلا بتبني الشعوب مبدأ الإسلام، كطريقة عيش ونظام حكم، وهذه الغاية التي يتوجب على المسلمين في العالم تبنيها والعمل لها، وندعو الله أن لا يكلف ذلك الأمة أكثر مما كلفها والبشرية لغاية الآن، وحتى يكون كذلك فإنه يجب على المخلصين في جيش الكنانة الإطاحة بدكتاتور مصر وإعطاء النصرة لحزب التحرير وتسليمه السلطة، حتى يقيم الخلافة على منهاج النبوة التي بشّر بها رسول الله e.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان