- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أكبر مدفن نفايات خطرة في العالم: مخيم الهول للاجئين
(مترجم)
الخبر:
بعد سحق تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، تكافح أزواج وأطفال أعضاء التنظيم، الذين قُتلوا أو سجنوا، من أجل البقاء في المخيمات التي أقيمت في وسط الصحراء. وكشف تقرير صادر عن لجنة الإنقاذ الدولية أن 4000 امرأة من أكثر من 50 بلدا مع أطفالهن الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة على الأقل محتجزون في ظروف مميتة، جريمتهم هي أنهم أزواج وأطفال أعضاء تنظيم الدولة. (وكالات الأنباء).
التعليق:
في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر والأول من أيلول/سبتمبر، سُجلت 339 حالة وفاة للأطفال - أي أكثر من 80% من إجمالي الوفيات في مخيم الهول حتى الآن، والأسباب الرئيسية التي يتم تسجيلها هي سوء التغذية الحاد مع المضاعفات والإسهال مع الجفاف والالتهاب الرئوي - وهو مؤشر على سوء الظروف الصحية عند الوصول وضعف إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية. ووجد التقرير مراحيض تفيض، ومياه الصرف الصحي تتسرب إلى الخيام الممزقة، ويشرب السكان المياه من خزانات تحتوي على الديدان، عدا عن الأطفال الصغار الذين يعانون من الطفح الجلدي، والأطراف المهترئة، والبطون المتورمة بسبب أكوام من القمامة النتنة تحت أشعة الشمس الحارقة أو حيث يرقدون على أرضيات الخيمة، وأجسادهم مغبرة بالأوساخ والذباب. وقالت منظمات الإغاثة ومديرو المخيمات إن الأطفال يموتون بسبب الإسهال الحاد والعدوى الشبيهة بالإنفلونزا، والنساء الحوامل يلدن في خيام دون مساعدة أطباء أو ممرضات.
لقد كان الغرب الكافر نفسه هو الذي دفع الفتيات والنساء البريئات، اللاتي رغبن في عيش حياة تليق بالمرأة المسلمة، والشبان غير الواعين، إلى شبكة وحشية من الأكاذيب، تحمل عنوان تنظيم الدولة الإسلامية. وللوصول إلى نقطة التحول في خارطة الطريق السياسية، قرر التخلص من هذا التنظيم، وتطهير سوريا والمنطقة منه، ثم حرموا الآلاف المتبقيين من النساء والأطفال الأبرياء العزل الذين ربطوا كأعضاء فيه من جميع حقوقهم الإنسانية، وحتى هويتهم الإنسانية، وتخلصوا منه في نهاية المطاف في مخيمات مثل الهول، كما النفايات الخطرة.
والآن، تسعى الدول الأوروبية، وفي طليعتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى إيجاد سبل لإلغاء جنسية هؤلاء النساء والأطفال من أجل رفضهم لإنقاذهم، ووفقا لهم، فإن عودة هؤلاء الأشخاص تشكل تهديداً، كما أن البنية التحتية، التي يزعمون أنها ضرورية، مكلفة للغاية. ومع ذلك، فإنها لا تمتنع عن استخدامها كوسيلة لكسب الأصوات في انتخاباتها السياسية، ورئيس أمريكا - الوصي على البشرية! دونالد ترامب، يهدد بدفن الآلاف من سجناء تنظيم الدولة بإرسالهم إلى الدول الأوروبية التي ينحدرون منها، بهدف التخلص من تكاليفهم، وأيضا من أجل إيصال أوروبا الى الحضيض.
وماذا تفعل الأنظمة في البلاد الإسلامية في هذا الصدد؟ لم ينبسوا ببنت شفة، وبصرف النظر عن ماهية السبب، ولكن لا يمكن أن يكون هناك أي شيء آخر لأن تلك النساء أخواتنا المسلمات. وكن محاصرات في فخ تنظيم الدولة مع الوعد بحياة إسلامية، ومع معرفة هذه الحقيقة، فإن الكافر الغربي غير قادر وغير راغب في وضع تعريف واضح للجريمة. إنه لمن الغباء المطيق أن نتوقع العدالة من الغرب الكافر، غير أن مثل هذا العجز غير مقبول بالنسبة للمسلمين، فالله سبحانه وتعالى قد عرّف، ما هي الجريمة ومن هو المجرم: فيقول سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
ومع ذلك فإن الأنظمة الحالية للمسلمين ليس لديهم أدنى مصلحة في طاعة الله، إن الخلافة الراشدة هي وحدها التي لا تترك أي امرأة أو طفل لا حول لهم ولا قوة، سواء أكانوا مسلمين أم غير ذلك، يعيشون في ظروف لا إنسانية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك