الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خيانتكم فاقت الجبال (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خيانتكم فاقت الجبال

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في إطار القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية وهي الخامسة من نوعها في أنقرة، قال الرئيس أردوغان: "خلال القمة، اتخذنا قرارات مهمة من شأنها خلق الأمل في حل سياسي في سوريا. لقد أعلنا مرة أخرى أن كل واحد منا لديه الحساسية نفسها عندما يتعلق الأمر بالسلامة الإقليمية والوحدة السياسية في سوريا". (ntv.com.tr، NTV Haber 2019/09/16)

 

التعليق:

 

إن حقيقة أن اثنين من حكام المسلمين قد تبادلا السلام بحرارة مع الكافر الظالم بوتين أمام الكاميرات، قد أزعجت بالتأكيد كل مسلم. إن خطة الولايات المتحدة في أذهانهما، وحماس إرضائها في قلبهما، والابتسامة على وجهيهما بينما يصافحان الأيدي الدموية للحكام القساة والكفرة الملطخة بدماء مئات الآلاف من الأبرياء، إنها الوقاحة بكل معانيها. لقد فاقت خيانتكما الجبال، ووصل خزيكما أدنى المستويات.

 

خلال الثورة السورية، لم يتوقف الكفار عن التخطيط. وعلى الرغم من أنهم غيروا الأسلوب في تنفيذ خططهم في فترات زمنية مختلفة، إلا أنهم حافظوا دائماً على حماية النظام الحالي الذي حددوه كهدف، وخططهم في اتجاه استمراره كخط أحمر. في الوقت الذي كان رد فعل المعارضين في الميدان قوياً للغاية، مهد الكفار الطريق لخيانة الثورة من خلال تقديم بعض الالتزامات لقادة المجموعات الذين يفتقرون إلى التبصر السياسي، من خلال ألعاب كدعوتهم في البداية إلى الطاولة.

 

جماعات المعارضة التي أصبحت غير فعالة في الميدان ولا على الطاولة، وتعارض ذلك، بالإضافة إلى النظام القاسي الذي تزداد قوته وسيطرته يوما بعد يوم... ولا شك، أن إيران وروسيا اللتين تدعمان عملياً النظام القاسي على الأرض بجميع أنواع الأسلحة والموارد البشرية، كل ذلك أدى إلى قتل الآلاف من المسلمين الأبرياء بغض النظر عن الهدف، وتدمير المدن وجعلها غير صالحة للسكن، وقد أثر ذلك على العملية الحالية. ومرة أخرى، فكما ذكر أعلاه، فإن انسحاب الجماعات التي تفتقر إلى التبصر السياسي، أو حالتها في الوصول إلى الحدود حيث كانت محصنة، تسبب في عملية التدمير هذه.

 

وبالمثل، في حين إن الضغط السياسي والاقتصادي والديموغرافي الذي تمارسه تركيا على المجموعات أدى إلى تفريق الجماعات في الميدان، إلا أنها (تركيا) تسببت في فقدان بوصلة الثورة بسبب العمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا في إطار الخطط الأمريكية. نعم، لقد أنجزت هذه الدول الثلاث على وجه الدقة جميع الواجبات والأعمال داخل سوريا نيابةً عن الولايات المتحدة.

 

إن دعوة المجموعات إلى الطاولة في إطار الخطط التي تنفذ بشكل تدريجي، له دوافع سياسية وعسكرية. وهكذا أصبح الدور السياسي لجماعات المعارضة ممثلاً بالكامل في تركيا. عسكرياً، تُلغى مجموعات المعارضة هذه أو تُخضع للنظام، أو أصبح وجودها غير مؤكد من خلال التعاون مع الجيش التركي. أما الهياكل التي لا تدخل هذه العمليات فتعتبر إرهابية، ويتم تنفيذ خطط لمكافحتها. في الوقت الحالي، التهديد الوحيد لهذه البلدان الثلاثة والنظام المجرم، هو الهياكل في إدلب وحولها الذين لا ينحنون. يبدو أن العقدة هنا ستكون غير محكمة من تركيا نيابةً عن الولايات المتحدة. حتى الآن، فإن منطقة النزاع ومنطقة الحد من التوتر ونقاط المراقبة وعمليات وقف إطلاق النار قد تسبب في تضييق دائرة إدلب بشكل متزايد. إن استعداد أردوغان لتحمل المزيد من المسؤولية يجب أن يكون علامة على أنه سيضطلع بدور أكثر نشاطاً في تفكيك الهياكل في هذه المنطقة.

 

أردوغان، الذي صرح مؤخراً، بأنه يعارض النظام السوري المجرم ولا يقبل عملية انتقال مع الأسد، جعل المعارضين يبتعدون عن طريقهم وهدفهم من خلال هذا الخطاب البطولي والماكر. ومع ذلك، فإن الدستور الجديد الذي هو نيتهم الحقيقية، وحقيقة أنه أعلن صراحة أنه يجب حماية وحدة النظام السياسي، قد أظهر سياسته القائمة على الأكاذيب والخداع. لقد أعلن حكام هذه الدول الثلاث، الذين يوفون بدقة بواجبهم الباطني في الميدان وعلى الطاولة، بلغة مشتركة مع الولايات المتحدة التي هي صاحبة العملية، أن شروط الحل النهائي والموافقة، وبعبارة أخرى جدول جنيف، قد أعد.

 

يبدو أن المسودة التي وافقت عليها الدول الثلاث، سيتم تقديمها إلى الولايات المتحدة خلال اجتماع الأمم المتحدة في نهاية هذا الشهر. وبموافقة الولايات المتحدة على الخطة، سيتم تحديد جدول جنيف وتطوير الدستور والعملية السياسية الجديدة إلى مرحلة أخرى. بالطبع، لا يبدو من الممكن إكمال عملية سياسية نهائية حتى يتم حل قضية إدلب. وعلى ما يبدو، ستحاول الولايات المتحدة تمديد العملية حتى تقوي بنية حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تشكل في شرق الفرات.

 

من جهة، تتأمل تركيا حماية حدودها من الإرهابيين المزعومين؛ ومن ناحية أخرى، توضح غرابة الدوريات المشتركة، والمنطقة الآمنة مع أمريكا التي تقدم كل أنواع الدعم للعناصر التي تسميها كإرهابيين. أردوغان الذي يتحدث خلال كل خطاب حول تكلفة اللاجئين بالنسبة لتركيا، يتأمل ترحيل اللاجئين في تركيا ويريد حل قضية إدلب في أقرب وقت ممكن من أجل منع موجة جديدة من الهجرة. ومع ذلك، فإن هؤلاء الحكام الذين لا يستطيعون حتى تجاوز السياسة الأمريكية، سيتعين عليهم أيضاً انتظار الوقت الذي يحدده صاحب الخطة.

 

للأسف، إنها لحقيقة مخجلة أن حكام بلادنا يرحبون بالحكام الروس والإيرانيين، الذين قتلوا ما يقرب من مليون مسلم، كما ويعلنون أن المسلمين المدافعين عن أنفسهم هم الإرهابيون، ويتحدثون عن الإنسانية ووقف إراقة الدماء. إنه لنظام ظالم حيث يُعتبر فيه مرتكبو هذه المذابح بريئين حقاً، كما ويُعتبر الذين يُذبحون ويتعرضون للقسوة مذنبون. إن الحكام الذين يعتبرون المصالح الاقتصادية ذات قيمة أكبر من سفك الدماء، والمصالح السياسية هي الأولوية الوحيدة والمنافسة مع بعضهم البعض لخدمة الدول الكبرى، لا يمكنهم أن يجلبوا سوى الأضرار التي لحقت بالأمة وكذلك بالإنسانية. إن دماء أولئك الذين ضحوا بحياتهم، خلال 8 سنوات من أجل الإطاحة بالنظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، تضيع على أيدي القادة والحكام الذين يخونون الأمة. الموافقة والإشارة والمساهمة في خطط مثل العملية السياسية الديمقراطية والدستور الجديد واستمرار السلطة السياسية، هي طريق الظلمة والكفار نفسها.

 

بالتأكيد، ستقيم هذه الأمة نظام الإسلام الذي سيحل مشاكلها بشكل صحيح، ستخرج الخليفة الراشد الذين سيتولى قضايا الأمة وشؤونها. وفي ذلك اليوم بالذات، سوف يتذوق الظالمون والكفار طعم الخوف؛ وسيتذوق المظلومون طعم الشجاعة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأحد, 22 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع