- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأقصى ينادي: طهّروني من نجس يهود وأعيدوا عزّة الإسلام!
الخبر:
أفاد تقرير نشره "مركز القدس" للدراسات، بأن 3330 (إسرائيلياً) اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة؛ خلال شهر آب/أغسطس الماضي. وأشار المركز في تقريره اليوم الأحد، إلى أن عناصر في جيش وشرطة الاحتلال شاركوا، بلباسهم العسكري، في اقتحامات الأقصى. وبيّن أن عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى بلغ 3180، بالإضافة لـ150 من طلاب "الهيكل" المزعوم، ومن بين المقتحمين وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل. ونبه إلى أن الاقتحام الأوسع كان أول أيام عيد الأضحى المبارك بواقع 1729 مستوطناً، وقاد الاقتحام المتطرف يهودا غليك، بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل". كما شهد آب/أغسطس الماضي جملة من الاعتداءات وحالات الطرد طالت المعتكفين داخل الأقصى، وتدنيسه واقتحامه من المستوطنين المتطرفين وجنود وشرطة الاحتلال. وقال مركز القدس، إن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، خلال آب/أغسطس المنصرم، تصاعدت بشكل كبير. ورأى مدير المركز، عماد أبو عواد، أن ازدياد اقتحامات الأقصى يشير إلى أن "الصهيونية الدينية باتت مؤثرا كبيرا على سير الحكومة (الإسرائيلية)". (موقع مدينة القدس: 1 أيلول 2019)
التّعليق:
في تحدّ صارخ للمسلمين في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين يواصل كيان يهود انتهاكاته واعتداءاته على المسجد الأقصى. ورغم دفاع المخلصين والغيورين على الأقصى إلّا أنّ هذه التّجاوزات قد تفاقمت وازدادت وتيرتها في الشّهر المنقضي.
أشار مدير "مركز القدس" للدّراسات إلى أنّ الصّهيونيّة الدّينيّة تؤثّر في سير حكومة كيان يهود وكأنّ الأمر حديث أو أنّه خفيّ وانتبه إليه بفطنة وذكاء!!... إنّ سعي هذا الكيان - منذ تغلغله في فلسطين - إلى التّوسّع والاستحواذ على أكثر الأراضي الفلسطينيّة ورسمه مخطّطات خبيثة للوصول إلى الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ليس بالأمر الجديد... فمنذ 2003 أقدم كيان يهود على هدم مبان حكوميّة إسلاميّة يعود تاريخها إلى الحقبة الأيّوبية في ساحة البراق والتي تبعد خمسين مترا عن المسجد الأقصى لإقامة مخطّط تهويديّ متعدّد الاستعمالات بارتفاع أربعة طوابق أطلق عليه اسم "بيت شتراوس" بمساحة 1716 مترا مربّعا وقد وجّهت النّداءات وصرخات الاستغاثة إلى حكّام الأمّة الإسلاميّة ولكن ما من مجيب ولا ملبّ للدّفاع عن الأقصى، بل هي فقط بعض التّنديدات والاستنكارات المعهودة من حكّام خانوا قضايا أمّتهم وصاروا يتنافسون على إرضاء أعدائها وأعداء دينها...
تجرّأ كيان يهود وحكومته على المسجد الأقصى ونجّسوه فدخلوه في عنجهيّة وتكبّر واستعلاء متحدّين المسلمين ومشاعرهم، حيث له مكانة كبيرة ومقدّسة في نفوسهم فهو مسرى الرّسول e، وكثّفوا تجاوزاتهم في ظلّ صمت العالم وخيانة حكّام المسلمين الذين لم يخفوا تطبيعهم مع هذا العدوّ الغاصب.
إنّ هذه الدّراسات التي تتحدّث عن حكومة قد أظهرت بعض الحقائق، وإن كانت جليّة واضحة لكلّ من يتمعّن وينظر نظرة شموليّة يربط فيها بين الأحداث وينتقي الأخبار الصّحيحة من الزّائفة، ولكنّها لم تظهر أنّ المعركة بين كيان يهود وفلسطين هي معركة حضارة ووجود! معركة حياة أو موت! فهي تسير على المسار نفسه الذي يراد لهذه المعركة أن تؤول إليه: تعايش وقبول بين أهل فلسطين ويهود وتقسيم للأرض بينهم، في تجاوز صارخ لأصحاب الأرض ومحاباة للكيان الغاصب الذي لم يرض بذلك ولن يرضى إلّا بعد أن ينفّذ مخطّطاته التّهويديّة، وهو ما وتّر علاقته بترامب معدّ "صفقة القرن" التي يريد بها تحقيق مصالحه ضاربا عرض الحائط بما يريده يهود، ولعلّ ما يشهده الوضع من أحداث أخيرة والحرب التي يشنّها حزب الله في لبنان على يهود يفضح ذلك ويبيّن أنّ هذه الحرب إن هي إلّا وسيلة ضغط تستعملها أمريكا لتكسر شوكتهم فيرضوا بـ"صفقتها".
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت