- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى أوروبا باتت تعرف ألاعيب الإنجليز وحيلهم!
الخبر:
صباح يوم الجمعة 24 أيار/مايو 2019، أعلنت ماي استقالتها من رئاسة الحكومة، محددة السابع من حزيران/يونيو موعدا لخروجها من الحكومة والحزب على خلفية أزمة البريكست. وقالت "أصبح من الواضح لي الآن أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود. لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من زعامة حزب المحافظين... أنا أقوم بذلك الآن دون سوء نية ولكن بالكثير من الامتنان بفضل الفرصة التي أتيحت لي لأخدم البلد الذي أحب". (CNN عربي)
التعليق:
صحيح أن استقالة ماي جاءت بعد الضغوط العديدة التي تعرضت لها على خلفية فشلها في التوصل إلى اتفاق نهائي لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي فيما بات يُعرف بـ"بريكسيت". ولكن سبب فشلها هو معرفة أوروبا بلغة بريطانيا وألاعيبها التي دأبت على استغلال أوروبا وعدم تقديم أي شيء لها على الرغم من عضويتها في الاتحاد الأوربي، والحفاظ على عملتها بعيدا عن منطقة اليورو، في إشارة إلى عدم رغبتها في تقديم أي دعم اقتصادي لأوروبا واستغلال ميزات عضويتها في الاتحاد، ولكن لما ظنّت بريطانيا أن الاتحاد أصبح هشا ضعيفا والبقاء فيه ليس مغنماً كبيراً لبريطانيا، وظنّت بريطانيا أنها تستطيع الاستفادة من الاتحاد وهي خارجه، قررت الخروج منه، فتم تشكيل حكومة ماي لإبرام اتفاق الخروج من أوروبا، ولكن لم تنجح ماي فيما أسند إليها وجيء بها لهذا الغرض، ولم يحصل ما كانت تحسبه بريطانيا، حيث رفضت أوروبا إبرام الاتفاق الذي قدّمته بريطانيا وهو بالتأكيد مطابق لحساباتها التي كانت تحسبها.
لقد وعت أوروبا على ألاعيب وحيل بريطانيا بعد طول زمن اكتوت أوروبا فيه من تلك الحيل، كيف لا وهي صاحبة سياسة "القتال حتى آخر جندي فرنسي" وهي الصياد الذي يضع صنارته وينتظر السمك يأتيه وهو متكئ على جنبه... وهكذا سقطت حكومة ماي، ولكن يظل أبرز المنافسين لخلافة ماي في منصبها هو بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني السابق، والذي قدّم استقالته من حكومة ماي بعد معارضته للخطة التي قدمتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وسيحاول جونسون مراوغة أوروبا مرة ثانية أو يرجع خطوة إلى الخلف بإعادة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد.
لا يمكن للمرء أن يتمنى أن يعي كثير من حكام المسلمين من عملاء بريطانيا على مدى ضعف بريطانيا وهشاشة قوتها وقلة حيلتها، كما وعدت أوروبا ذلك، فقد أصابهم الوهن والأمل فيهم شبه معدوم، ولكن الأمل كله فيمن يساند هؤلاء الحكام من أهل القوة، أن يعوا أن سيدة هؤلاء الرويبضات أوهن من منسأة سليمان، فيطيحوا بهم وهم مطمئنون بأنهم منتصرون على هؤلاء الرويبضات الذين لا سند لهم يحميهم، ويسلموا السلطة التي اغتصبوها للأمة حتى تقيم دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان