وتتواصل مأساة الرّوهينجا

ولن تضع لها حدّا إلّا دولة الخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النّبوّة!

الخبر:

بعد نحو 18 شهرا من بدء عبور لاجئي بورما للحدود مع بنغلادش فرارا من الحملات العسكريّة المنظّمة في بلدهم، أعلنت بنغلادش أنّها لا تستطيع استقبال مزيد من مسلمي الرّوهينجا، وأبلغت مجلس الأمن بقرارها الجمعة. وتقول بورما إنّها كانت مستعدّة منذ كانون الثّاني/يناير لقبول اللّاجئين العائدين، لكنّ الأمم المتّحدة صرّحت أنّ الظّروف لم تصبح مناسبة بعد لعودتهم. (فرانس 24)

التّعليق:

وتتواصل مأساة مسلمي الرّوهينجا الذين يتعرّضون لإبادة جماعيّة في ظلّ حكم رأسماليّ ظالم غاشم ينصر الأقوياء ويدوس على الضّعفاء! تتواصل إبادتهم في ظلّ نظام عالميّ لا يأبه لآلام المستضعفين ويتفنّن في مدّ القائمين عليه بكلّ الوسائل حتّى يحافظ على بقائه ولو في ذلك فناء الآخرين.

لاقى المسلمون في بورما شتّى أنواع التّنكيل والتّقتيل والإبادة الجماعيّة ما دفع بهم إلى الفرار من بطش الجيش البورمي واللّجوء إلى دول مجاورة أهمّها بنغلادش. هذه الدّولة التي بدل أن تحتضنهم وتخفّف عنهم أزعجها توافدهم عليها وأعربت في مناسبات كثيرة عن قلقها، حتّى إنّها "لا تسمح لهم بالتنقّل إلى أيّ مكان غير الأماكن المخصّصة لهم، ولا يسمح لهم بالعيش مع أيّ عائلة قريبة منهم أو مع أصدقاء لهم. ولا يسمح لشركات النّقل وسائقي الشّاحنات بنقلهم، كما تمّ تنبيه مالكي الشّقق إلى عدم تأجير بيوتهم للرّوهينجا". (حسب ما أفادته الشّرطة في بنغلادش في بيان لها). وهي بذلك - وكما أكّده بعض المحلّلين - تريد "منع الرّوهينجا من الاختفاء وسط السّكان المحلّيّين، وإبقاءهم في مناطق واضحة أملاً في عودتهم إلى ميانمار".

فرّوا بدينهم يستنصرون حكومة بنغلادش ولكنّها عاملتهم بحذر وقسوة... وضعتهم في مخيّمات وهي تعمل على أن تنقلهم إلى جزيرة لم تسكن من قبل. وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانيّة فإنّ هذه الجزيرة متآكلة معزولة، تقع في مصبِّ نهر ميغنا ببنغلاديش، ولا يمكن الوصول إليها إلاّ بالقوارب خلال ساعتين من الزّمن.

تتواصل مأساة مسلمي الرّوهينجا لتتّفق بنغلادش وبورما - وبعد أقلّ من أسبوع من تأكيد محقّق في الأمم المتّحدة أنّ ثمّة "إبادة" مستمرّة بحقّهم - على أن تبدأ عمليّة إعادة اللاّجئين الرّوهينجا في منتصف تشرين الثّاني/نوفمبر 2018.

تتواصل مأساة مسلمي الروهينجا لتعلن بنغلادش اليوم، أنّه وبعد 18 شهر، يتعذّر عليها استقبال هؤلاء اللّاجئين، ومن جهة أخرى ترفض الأمم المتّحدة عودتهم لبورما لأنّ "الظّروف لم تصبح مناسبة بعد لعودتهم"!

لكم الله إخوتنا؛ تتواصل مأساتكم بين حملات تطهير قاتلة وبين مخيّمات عن تأمينكم فاشلة... لا أمن ولا وطن ولا نصير لكم! عالم أعمى أصمّ لا يحرّك ساكنا!! غابت دولة الإسلام التي تذود وتدافع عنكم وعن جميع المسلمين! غابت عنكم دولتكم وغاب حاميكم وراعيكم الذي يعدّ الجيوش ويضرب على يد من تسوّل له نفسه الإساءة لمسلم أو مسلمة.

تتواصل مأساتكم وقد اشرأبّت أعناقكم ترقب عودة دولة الإسلام التي ستنصركم وتذود عنكم! نسأل الله أن يعجّل بقيامها حتّى تضع حدّا لهذه المأساة وغيرها من مآسي المسلمين اللّهمّ آمين!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت