- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل من عمر البشير
الخبر:
قال البشير لصحفيين، تمت دعوتهم للقصر الرئاسي، لمناقشة الأحداث الأخيرة في السودان، قال: (معظم المحتجين من الشباب، وهناك دوافع دفعتهم للخروج إلى الشارع، من ضمنها التضخم الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، وفرص التشغيل، والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين، إضافة إلى أن غضب الشباب نابع من التطبيق الخاطئ لقانون النظام العام، بصورة بعيدة عن مقاصد الشريعة الإسلامية). وذكر البشير أن كل الصحفيين الذين سجنوا فيما يتصل بالاحتجاجات سيفرج عنهم. كما أشار إلى ما يحدث في ليبيا.
التعليق:
هناك رسائل يراد لها أن تصل، منها ما هي للداخل ومنها ما هي للخارج، عسى أن تساهم في التخفيف من شدة الخناق الذي تعاني منه الحكومة جراء هذه التظاهرات والاحتجاجات، ومن بين الرسائل، أن الحكومة مهتمة بمشاكل الشباب، ومتفهمة للأسباب الموضوعية، التي دفعتهم إلى الخروج، ولكن ما نراه في الواقع من ضرب للمحتجين، وسحل ودهس، وتعذيب يفضي في بعض الحالات إلى الموت، يكذّب هذه الرسالة.
والرسالة الأخرى علّها إلى الخارج، وكذلك إلى المعارضة بالداخل، أنه سيعاد النظر في قانون النظام العام، الذي طالما أشير إليه بأنه يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان. أما الإشارة إلى الشريعة الإسلامية ومقاصدها، فإنما قُصد منه دغدغة المشاعر الإسلامية كعادة هذه الحكومة. أما مسألة إطلاق سراح الصحفيين، فهو إشارة إلى إطلاق الحريات العامة، ومنها حرية الصحافة. أما كونه يذكر ليبيا فهو إشارة إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد. أما في مجمله فهو للرد على شعار المظاهرات (حرية، سلام، عدالة). ولا أظن أن هذه الرسائل قد تخطت جدران الحوائط، فقد خرجت جموع حاشدة من وسط الخرطوم، وعلى بعد أمتار من القصر الرئاسي تطالب بإسقاط النظام. كما وأن مجلس الأمن أصدر قراراً، يمدد فيه العقوبات على السودان، في إشارة سياسية واضحة بعدم التصالح، والتسامح، مع حكومة البشير.
إن الخطاب الذي يمكن أن يجد أذناً صاغية، وقلباً مفتوحاً هو ذلك الخطاب الصادق، الذي ينبع من عقيدة الأمة، ويلامس مشاعرها، ويحل قضاياها حلاً صحيحاً صادقاً، ولا ترانا نجد ما تصبو إليه الأمة وتنتظره من حلول، إلا في كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس/ حسب الله النور – الخرطوم