- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المعارضة السودانية تعلن "الزحف الأكبر" على القصر الرئاسي
الخبر:
نقلت آر تي عربي 2019/1/31 عن تجمع المهنيين السودانيين وحلفائه في قوى المعارضة، الدعوة للمظاهرات اليوم في الخرطوم وعدد من الولايات والزحف على دور الحكومة، والقصر الرئاسي في العاصمة ضمن حملة "الزحف الأكبر".
التعليق:
بغض النظر عن الجهة الداعية لذلك الزحف فإن الشعب السوداني يغلي ضد حكومة البشير التي مزقت البلاد وفشلت في حكمه مما أورث الشعب السوداني فقراً شديداً، وهو سلة غذاء المنطقة برمتها. وبهذا الغليان واستمرارا للاحتجاجات الجريئة فإن الأمة تثبت معدنها الأصيل برفضها لأنظمة العصر الجبري مهما تسمت به من مسميات، فحكومة البشير كانت تخدع الناس بتطبيق الشريعة، وقد جعلت ذلك سبباً لسلخ جنوب السودان عن الدولة، فقالت بأن انفصال الجنوب سيؤدي إلى تطبيق الشريعة في الشمال، مع أن النظام الذي لا يعرف أي شريعة كان يدعي تطبيقها منذ أمد بعيد، وقد قرب إليه شخصيات توصف بالإسلامية للإيحاء بأنه يطبق الشريعة، وكان ذلك خدعةً لأهل السودان الذين يريدون تطبيقاً حقيقياً للشريعة.
واليوم يقف السودان على مفترق طرق بعد أن هبت رياح التغيير، فإما أن يولي قيادته إلى من هم أهل للثقة فينيرون له الطريق، طريق الخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية، وطريق الآخرة، فمن يضحي بنفسه في الاحتجاجات يريد أن تكون تضحيته في سبيل الله، لا غير. وأما إن تكررت تجربة بلدان "الربيع العربي" في السودان، فصار يدور في دائرة غربية مفرغة تنقله من بشير إلى بشير آخر فلا تغيير في السودان، ولهم عبرة في جارتهم مصر التي ثارت ضد رئيسها عميل أمريكا مبارك فدارت الأيام، وجيء بفترة انتقالية لم يتسلمها أهلها، فكانت النتيجة مبارك جديداً هو السيسي عميل أمريكا.
ولهم في سوريا مثال آخر، حين سقطت الكثير من الفصائل المسلحة في شباك السعودية وتركيا أزلام أمريكا في المنطقة، فطلبوا منهم أن يقاتلوا بعضهم بعضاً، ويتركوا النظام المجرم، فكانت النتيجة أن انحسرت الثورة، وهنأت أمريكا بزوال خطر الثورة عن نفوذها في سوريا.
وليعلم أهل السودان بأن العمل الصحيح هو بالاعتماد على الداخل كلياً، فلا يجب أن يستعدي الناس رجال الجيش، رغم أنهم اليوم من أنصار البشير، بل يطالبونهم بخلع ولائهم له وأن يوالوا الأمة في السودان، فيكون التغيير في السودان بتبديل ولاءات الجيش وليس بحربه، ومن ناحية أخرى فلا يمكن للتغيير أن يكون مجرد حركة رفض للنظام القائم دون تقديم البديل.
والبديل لأهل السودان لا يمكن إلا أن يكون نظام رب العزة، نظام الحكم في الإسلام، نظام الخلافة الحقيقي، فتحكم السودان بشرع الله، وتطبق أنظمته في الاقتصاد وغيره، وأهل السودان بصفاء تفكيرهم وطهر شعورهم أجدر من غيرهم بأن يسيروا لترسيخ تطبيق الإسلام، كل الإسلام في حياتهم. وأن يتخذوا لذلك القيادة الواعية التي تعلم ما تريد، وتبصر الطريق، وقد أوضحت أنظمة الإسلام في الحكم، وهي موجودة بين أهل السودان ومعروفة لديهم حق المعرفة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري