- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل احتجاجات فرنسا... الرأسمالية بضاعة فاسدة رُدَّت إلى أهلِها
الخبر:
طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير التكتيكات المستخدمة من أجل الحفاظ على النظام في العاصمة باريس ووقف أعمال الشغب. وتشير هذه التصريحات، التي تأتي بعد فشل استجابة الحكومة الفرنسية لمطالب المتظاهرين من أصحاب السترات الصفراء، إلى توجه لاستخدام "القبضة الحديدية" ضد المحتجين، وفق ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية يوم الاثنين 2018/12/3. ويذكر أنَّ الاحتجاجات في فرنسا قد بدأت قبل أسبوعين رفضا لفرض ضرائب على المحروقات ثمَّ امتدت إلى مطالب معيشية أخرى. (سكاي نيوز عربية بتصرف)
التعليق:
إنّ الاحتجاجات الحاصلة في فرنسا الآن ضد فرض ضرائب على المحروقات وضد غلاء المعيشة، وطريقة تعامل السلطات الفرنسية معها لتثبت أموراً ثلاثة وهي:
1- أنَّ النظام الرأسمالي نظام سبّب الشقاء لأهله قبل غيرهم، ولم يلبِ احتياجاتهم المعيشية، ولم يفلح في تحقيق الرفاهية والحياة السعيدة لمعتنقيه سواء على صعيد الناحية الاقتصادية أو غيرها من النواحي، فتزامناً مع احتجاجات أصحاب السترات الصفراء انطلقت يوم السبت 2018/11/25 مسيرة نسائية للتنديد بالعنف الجنسي والتمييز ضد المرأة. وجاءت التظاهرات النسائية للمطالبة بإنهاء ظاهرة "الإفلات من العقاب التي ينعم بها المعتدون" حسبما نشر موقع فرانس 24.
2- أنَّ الدول والحكومات في ظل النظام الرأسمالي، هي أنظمة جباية وليست أنظمة رعاية، تثقل كاهل شعوبها بالضرائب وتضيق عليهم معيشتهم بسياساتها الاقتصادية، فتفرغ جيوب الفقراء لتملأ جيوب الأغنياء.
3- بيان حقيقة "الديمقراطية" والشعارات المخادعة التي تُرفع في الدول الغربية من حريات وحقوق إنسان، فقد رأينا الطريقة التي تعاملت بها الشرطة الفرنسية مع المتظاهرين، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، كما أظهر مقطع صوّره أحد الصحفيين الفرنسيين ويدعى نيكولا غريروار، ونشره على موقع التواصل "تويتر"، قيام عناصر الشرطة الفرنسية بمحاصرة أحد متظاهري "السترات الصفراء" ومن ثمَّ انهالت عليه ضربا بطريقة وحشية.
إنَّه لا خلاص للبشرية من الظلم والشقاء الذي تحياه في ظلّ الرأسمالية وإفرازاتها، إلا بتطبيق الإسلام الذي هو من لدن حكيم خبير، خلق الإنسان ويعلم ما يصلح شأنه ويحقق له الحياة الكريمة ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وقد شهد التاريخ على تحقق العدل والحياة الكريمة للناس عندما طبق هذا النظام من خلال دولة الخلافة على مدار ما يقارب 1300 عام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة