- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
ذكرى الحرب العالمية الأولى
الخبر:
يحيي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد 2018/11/11م مراسم الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى التي انتهت في 1918/11/11م، ويستضيف أكثر من 60 زعيما في تجمع للسلام في باريس للمشاركة في إحياء الذكرى.
التعليق:
- ذهب ضحية الحرب العالمية الأولى 40 مليونا من الضحايا العسكريين والمدنيين، ومع أن المؤرخ البريطاني (هـ.ج. ويلز) أطلق عليها، في أيامها الأولى في شهر 1914/8، وصف "الحرب التي ستنهي كل الحروب"، إلا أنها فتحت الباب للحرب العالمية الثانية التي فاقتها في الدمار والوحشية بما في ذلك الختام باستعمال القنابل الذرية ضد مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
- هذه الحرب وضعت حدا لخرافة نظرية "التقدم العلمي" التي سادت في القرن التاسع عشر، والقائلة بأن الإنسان يستطيع التخلي عن وهم الدين والرب، وأن التقدم العلمي، وما يؤدي إليه من صناعات تقنية مبهرة، كفيل بإسعاد البشرية والإنسانية. فجاءت الحرب الأولى، بما حملته من جرائم مروعة لم توفر وسيلة للقتل والترويع بل والتفنن في إهلاك الحرث والنسل، لتكشف بأن "وحشية" الإنسان الغربي، ربيب "حضارة الأنوار" وحضارة "النهضة الحديثة"، فاقت وحشية الإنسان البدائي بسنوات ضوئية.
- قدمت فكرة "الدولة الوطنية" التبرير الفكري لهذه الحرب المدمرة، فالسبب المباشر المعلن لاندلاعها كان منطق المصالح الوطنية للدول المتصارعة، فالدفاع عن "الوطن" (وهو الوثن الحديث للدين الغربي المادي الذي رفض العبودية لرب العالمين) كان الحافز لزج عشرات الملايين من الجنود، وإزهاق أرواح المدنيين. مع العلم أن "الوطن" المزعوم لم يكن، ولم يزل إلى الآن، شماعة يتخفى وراءها المجرمون الحقيقيون من أرباب الأموال الذين لا يشبع نهمهم من نهب ثروات العالم، مهما كلف ذلك من أرواح البشر.
- لا نستطيع أن نغفل أن بريطانيا كانت رأس الأفعى في إذكاء نار هذه الحرب لتحقيق مآربها الاستعمارية القديمة وعلى رأسها القضاء على دولة الخلافة العثمانية والذي مهد، في مباحثات ما بعد الحرب العالمية الأولى، لعميل بريطانيا المجرم مصطفى كمال لإلغاء نظام الخلافة لأول مرة في تاريخ المسلمين. ومتى ما تم هدم السد المنيع، دولة الخلافة، في وجه مطامع بريطانيا تمكنت من فرض احتلالها على بلاد المسلمين، وأمعنت فيها تقسيما وتجزئة، وأقامت كيانات عميلة نصبت عليها عملاء وظيفتهم الأولى والأخيرة خدمة مصالحها الاستعمارية ومحاربة كل عقبة تقف في وجه ذلك. طبعا من هؤلاء العملاء حفنة من الرجال الضالين الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، بما في ذلك من تسمى بأسماء المشايخ (لإضفاء الفتاوى الشرعية اللازمة لتطبيع الاحتلال الاستعماري) ورجال القومية والوطنية اللاهثون وراء فتات السلطة ولو على حساب أمتهم ودينها، فرضوا بألقاب الإمارة والزعامة والرئاسة، وباؤوا بغضب الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم الدين. لعنهم الله في قعر جهنم على ما ارتكبوه من خيانة بحق الدين والأمة.
ومع هذا كله فالله سبحانه تعهد بحفظ هذا الدين وإتمام نوره ولو كره الكافرون ولو مكر المنافقون والله خير الماكرين ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وسائط
1 تعليق
-
إن الله سبحانه تعهد بحفظ هذا الدين وإتمام نوره ولو كره الكافرون ولو مكر المنافقون والله خير الماكرين