- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مأساة جديدة تضاف إلى كوارث السودان
الخبر:
حملت جميع الصحف الصادرة يوم الخميس 2018/08/02م، خبراً محزناً، وكارثة جديدة، يقول الخبر إن حائطاً لفصل من فصول مدرسة بمدينة أم درمان سقط على رؤوس تلميذات الصف السابع بالمدرسة، فقتل ثلاث تلميذات وأصاب عشراً بجروح متفاوتة.
التعليق:
لم يكن يخطر على بال أي أسرة من أسر التلميذات المتوفيات، نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة، ولأسرهن الصبر وحسن العزاء، لم يكن يخطر على بالهم أن بناتهم اللاتي ذهبن للتعلم سيعدن جثامين هامدة بسبب سقوط حائط الفصل، إنها لفاجعة ومصيبة، تجعل كل رب أسرة، بعد سماعه لهذا النبأ، أن يعيش في حالة هلع وخوف من مصير مجهول ينتظر ابنه وفلذة كبده، الذي أرسله لينال قسطاً من التعليم!
إن الحكومة لا يهمها غير الجباية، وهي مسؤولة أمام الله عن هذه الحادثة، وغيرها من الحوادث، لأنها تخلت عن مسؤوليتها مرتين، مرة عندما خلعت يدها من التعليم العام، وقامت بخصخصته، من أجل أخذ المال من أصحاب المدارس الخاصة، ومرة أخرى عندما لم تهتم بنوعية المباني التي تقام عليها هذه المدارس الخاصة. والمدرسة التي حدثت فيها الكارثة خير مثال لسوء الرعاية، بل لعدمها، فلو كانت الحكومة تقوم بواجبها لتفقدت المدرسة قبل بداية العام الدراسي، الذي بدأ في تموز/يوليو الماضي، ولحددت صلاحية المدرسة من عدمها، ولكن ماذا نقول لدولة لا تقوم أصلاً على رعاية الشؤون، وإنما همها الأول والأخير هو جباية الأموال، والنتيجة الحتمية لمثل هذه العقلية هي الكوارث التي تقع على رؤوس الناس في كل مكان، ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى، ولن تكون حتما هي الأخيرة، إذا استمر الحال على ما هو عليه...
إن الواجب على الأهل في السودان أن يعملوا من أجل إقامة دولة الرعاية، التي تحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم، باعتبار أن ذلك فرض طلبه الشرع حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، هذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، دولة الرعاية وإحسانها، لا دولة الجباية، وضياع حقوق الناس وأرواحهم، وأكل أموالهم بالباطل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان