الأربعاء، 04 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ظاهرة أردوغان كدليل على وجود العلمانية في أذهان المسلمين (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ظاهرة أردوغان كدليل على وجود العلمانية في أذهان المسلمين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بأن التوتر الذي نشأ بين أمريكا وتركيا بسبب اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون، وتهديدات دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، ليس لها أي تأثير على التعاون العسكري بين البلدين. وأضاف: "نواصل تعاوننا الوثيق".

وعندما سئل ماتيس عن محاولات الكونغرس الأمريكي منع تسليم مدمرات جديدة من طراز F-35 إلى أنقرة أجاب: "لا يوجد أي تأثير لهذه المحاولات. كما قلت في وقت مبكر ليس لدينا مشاكل مع تركيا في التعاون العسكري، ونحن نواصل العمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي". (المصدر: https://zn.ua/WORLD/branson-i-zapret-na-f-35-ne-vliyayut-na-voennoe-sotrudnichestvo-s-turciey-mettis-290315_.html)

 

التعليق:

 

في 24 حزيران/يونيو 2018 فاز رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية. وقبل وقت طويل من يوم الاقتراع دارت المناقشات الساخنة التي لا تزال مستمرة بين المسلمين حول مسألة من هو أردوغان في الحقيقة: هل هو منقذ الأمة الإسلامية أم أنه خائن لمصالحها؟

في ذهن بعض المسلمين، كوّن أردوغان عن نفسه سمعة المدافع المتحمس لمصالح الأمة الإسلامية وذلك بسبب خطاباته شديدة اللهجة ضد قادة الدول الغربية وبخاصة أمريكا.

 

«دقيقة واحدة» دافوس ديمارش في عام 2009، والخطب الغاضبة ضد كيان يهود بسبب الهجمة على أسطول الحرية في عام 2010، وكلماته ضد روسيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية Su-24 في عام 2015، وانتقاده الحكومة الهولندية في آذار/مارس 2017، وكذلك انتقاده المستشارة الألمانية ميركل في آب/أغسطس 2017 وانتقاده المعتاد لأمريكا على نطاق واسع من القضايا، ولا سيما من أجل قضية منع تسليم فتح الله غولن، المتهم بارتكاب محاولة الانقلاب - كل هذه ليست سوى قائمة قصيرة من الحوادث التي نجح فيها أردوغان في كسب دعم بعض المسلمين ببضع كلمات أو مشاهد إيمائية رائعة.

 

لكن ما ذكر أعلاه من مقتطفات كلام وزير الدفاع الأمريكي ج. ماتيس حول ديمومة التعاون العسكري بين أنقرة وواشنطن، وكلمات العديد من القادة الآخرين لدول "معادية لتركيا" بما في ذلك كيان يهود ليؤكد بشكل واضح بأن كلمات أردوغان تتناقض في كثير من الأحيان مع تصرفاته.

 

في الواقع، ومن أجل وضع قرار نهائي في هذا الجدال حول أردوغان، من واجبنا نحن المسلمين، أن نستحضر ونستدعي الأساس الأيديولوجي للأمة الإسلامية - نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر

 

إن الواجب على المسلمين البحث عن حكم كل قضية تجدّ عليهم في القرآن والسنة. ولكن، للأسف، وبسبب هيمنة الأفكار العلمانية على المسلمين لما يقرب من قرن من الزمن، فإن بعض المسلمين لا يعودون للقرآن والسنة إلا إذا كانت القضية التي يبحثون بشأنها تتعلق بطقوس العبادة والأخلاق. أما إذا كانت القضية مرتبطة بالاقتصاد، أو السياسة، أو حال الأمة الإسلامية أو سبل خلاصها من محنتها، فإنهم يبحثون في كل شيء باستثناء النصوص الشرعية للقرآن والسنة.

 

ولتتضح الصورة، فإنه إذا أقدم شخص ما على الصلاة 2 أو 3 مرات بدلاً من 5 مرات في اليوم، فسيتم اتهامه على الفور بالهرطقة ولن يكون هناك نقاش حول هذا الموضوع بين المسلمين.

 

أما إذا كانت القضية المعنية تتعلق بمسائل سياسية أو دولية، على سبيل المثال إذا كانت مرتبطة بالتعاون مع أعداء المسلمين في منظمات مثل حلف الناتو، أو إذا كانت مرتبطة بالعلاقات الثنائية الودية مع روسيا وبوتين شخصيا، المتورط في جرائم ضد المسلمين في شمال القوقاز، ومنطقة الفولغا وشبه جزيرة القرم، ويشارك أيضا في اضطهاد المسلمين في آسيا الوسطى، فإنهم ها هنا يقعون في خلاف شديد ومناقشات واسعة حول جواز أو حرمة مثل هذه الأعمال!

 

وبسبب هيمنة العلمانية على بعض المسلمين، لا سيما بسبب عدم القدرة أو عدم الرغبة في الاحتكام إلى الإسلام في قضايا مثل السياسة والاقتصاد ونظام الدولة، فإن المسلمين يروق لهم المنطق، والاستخدام غير الشرعي لقاعدة "أهون الشرين" وغيرها. ويقدمون الحجج غير المناسبة، التي تهدف إلى تبرير موقفهم وأفعال من يسمون حكام المسلمين!

 

وقد حذر الله المسلمين من العواقب الوخيمة لمثل هذه الأفعال في هذه الآيات من القرآن الكريم: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾.

 

إن القبول الكامل بكل أحكام الشريعة، وليس فقط الأحكام المرتبطة بالعبادة والأخلاق، ستدفع أولئك المسلمين المتأثرين بأفعال أردوغان الاستعراضية إلى الانتباه ليس فقط إلى كيفية قراءته للقرآن بإتقان أو كيفية وجوده في اجتماع أولياء الأمور عندما استجاب لدعوة صبي يتيم كتب له رسالة طلب منه فيها أن يكون والده في ذلك الاجتماع، ولكن أيضا لتقييم أردوغان وحكومته من خلال المنظور الإسلامي في السياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد ونظام الحكم المطبق...

 

إن ما فعله أردوغان لهذا اليتيم يجلب لأذهان بعض المسلمين ما فعله ثاني خليفة راشد عمر رضي الله عنه، الذي حمل الطعام إلى امرأة معدمة على ظهره حتى تتمكن المرأة من إطعام صغارها.

 

لكن التلوث الذي أصاب عقول المسلمين بالأفكار العلمانية لا يسمح للناس الذين ينجذبون لأردوغان ويمنعهم من الانتباه إلى حقيقة أن عمر رضي الله عنه كان على النقيض من أردوغان؛ كان حاكماً حمل الإسلام عبر دولة الإسلام إلى العالم بأسره، وطبق الإسلام وحده، ولم ينضم إلى أي تحالف مع أعداء المسلمين كالناتو مثلا، ولم يكن لديه أصدقاء من غير المسلمين، مثل بوتين، ولم يكن معجبًا بأبي جهل القرن العشرين "مصطفى كمال".

 

ولسوف يستمر النقاش حول "من هو أردوغان؟" إلى أن تنعتق عقولنا من النظرة الغربية العالمية، أي من العلمانية، ومن ثم تنتهي هذه المناقشة بالفصل الكامل بين الإيمان والكفر وبين الحق والباطل وبين التفاني في خدمة مصالح الأمة والخيانة لهذه المصالح، وهذا بلا شك سيكون في ظل حاكم مسلم حقيقي سيكون الحاكم القادم لدولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع