- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المطر نعمة تحولت إلى نقمة بسبب الأنظمة الرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
15 شخصا على الأقل قتلوا حتى الآن منذ بداية الأمطار الغزيرة في جميع أنحاء البلاد. الصليب الأحمر الكيني نصح الناس في شرق ووسط المناطق بالانتقال إلى المناطق المرتفعة بسبب مخاطر الفيضانات. اثنان من السدود في كينيا كانا على وشك الفيضان بسبب الأمطار الغزيرة مما هدد حياة الآلاف من الناس. ووفقا لتقريرهم فإن 200،000 شخص أصبحوا بالفعل مشردين بسبب الفيضانات، وهم الآن قابعون في المدارس أو مناطق مفتوحة. وفي الوقت نفسه بعض الطرق الرئيسية في كينيا غمرتها المياه مما جعلها غير سالكة. طائرة بلا طيار التقطت مشهداً نشرته محطة تلفزيون محلية أظهر جزءاً مدمراً في منطقة (ماهي ماهي) في الجنوب الغربي حيث أحدث صدع قد يؤدي لتقسيم إفريقيا إلى جزئين يوماً ما. وفي نهر تانا نهر المقاطعة اضطر 50،000 شخص إلى ترك منازلهم كما حصلت تشققات على ضفاف النهر.
التعليق:
إن الحوادث بسبب السيول طوال موسم الأمطار من (آذار/مارس وحتى أيار/مايو) أدت إلى إزهاق الأرواح، وفقدان الممتلكات بما قيمته ملايين الشلنات وأصبحت الظواهر متكررة. هذه الحالة هي نفسها حتى خلال موسم الأمطار في (تشرين الأول/أكتوبر - كانون الأول/ديسمبر). على الرغم من تحذير قسم الأحوال الجوية في كينيا بأن البلاد سوف تشهد فترة مستمرة من الأمطار الغزيرة إلا أن رجال الأعمال في الحكومة وكعادتهم لم يقوموا بأي شيء سوى عد الخسائر من ممتلكات وأشخاص! المفارقة في مؤتمر التفويض السنوي الخامس الجاري تنفيذه من قبل أعضاء مجلس الشيوخ وحكام من بين 6،000 من المندوبين، حيث سيتم مناقشة أهم أربعة مخططات للرئيس أوهورو في جدول أعماله من بينها البنية التحتية والتنمية الحضرية والأرض والسكن. والمثير للسخرية بشكل أكبر أنه منذ وضعها قبل خمس سنوات فإن الانحطاط في نظام الحكم بلغ أقصاه في العديد من الوظائف مثل المياه والطرق. وحتى الآن على الرغم من الأمطار الغزيرة، فإن تقنين المياه سيستمر كما أعلنت شركة نيروبي للمياه والصرف الصحي. الطرق أصبحت حمامات للسباحة حتى لو كان المطر خفيفاً!
ومن المعلوم أنه قبل ذكر الكوارث الطبيعية وعدم التأهب للكوارث من المسؤولين الحكوميين، فهناك بالفعل العديد من الكوارث من صنع البشر. السلطات المحلية قد وافقت على بناء منازل تحت خطوط الكهرباء مباشرة أو بالقرب من خطوط أنابيب البترول في المدن. الحكومة لا تفعل شيئا سوى انتظار حدوث الكوارث ومن ثم تبدأ بالبكاء والشكوى، فيتهمون الناس بالإهمال ويضعون الحجج التي هي أوهن من بيت العنكبوت ثم يلقون بمسؤولياتهم على الشعب. غالبا عندما تحدث هذه الكوارث، فإنها تكشف عن الطبيعة الحقيقية لمشاكل الفكر الرأسمالي والحكم بأنظمة لا تعطي الأولوية للمصالح العامة. يبدو أن الحكومات داخل النظام الرأسمالي الفاسد لا تهتم برعاياها ولا تهتم برفاهيتهم على الإطلاق. لقد جعل الإسلام مسؤولية العناية بالشؤون العامة على عاتق الحكومة وليس الأفراد أو المنظمات الخاصة. ومن هنا فإن الدولة الإسلامية (الخلافة على منهاج النبوة) ملتزمة تمامًا برعاية شؤون الناس. أما بالنسبة للمآسي مثل الفيضانات والزلازل، فيحق للخليفة استخدام الأموال من الخزانة (بيت المال) لتعويض الأشخاص المتضررين، وهذه مسؤوليته تجاه الناس وليس أن يستخدمها لصالحه. إذا حدث ولم توجد أموال في خزانة الدولة، فعندئذ سوف يضطر الخليفة إلى فرض مبلغ معين على الأثرياء لتدارك الموقف. هكذا من المتوقع أن تهتم الخلافة بمصالح رعاياها دون اعتبار للدين أو اللون أو المنطقة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا