- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروعنا في حزب التحرير واضح وضوح الشمس لكل ذي عينين!
الخبر:
نشرت صحيفة "المصريون" في موقعها على الإنترنت مقالة بعنوان: المشروع الإسلامي: حقيقي أم دعائي، كتبه محمود سلطان، كشف فيه عن عدم اطلاعه على مشروع حزب التحرير، فلما تكلم عن المشروع الإسلامي المعاصر وضع التنظيمات الإسلامية كلها في سلة واحدة في قياس شمولي غير دقيق منافٍ للواقع.
التعليق:
أسجل عتبي على الكاتب محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة لعدم اطلاعه على مشروع حزب التحرير حتى يبدأ مقاله بقوله: "لم يجب الإسلاميون على سؤال "المشروع الإسلامي".. بمعنى ما هو هذا المشروع تفصيلا؟!" فليس مقبولاً من مثله أن يصدر حكماً على واقع لم يطلع عليه، وليس مقبولاً من مثله أيضاً أن يعمم تجربة رآها من طرف معيّن على بقية التنظيمات الإسلامية، لقد أوقع الكاتب نفسه في خطأ القياس الشمولي، إذ أطلق حكماً واحداً على جميع التنظيمات الإسلامية، سواء أكانت صاحبة مشروع حقيقي للأمة أم مشروع دعائي - على حد وصفه.
وأقول للكاتب أيضاً: إنّ حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي تبنى مشروع الخلافة على منهاج النبوة، واتخذه قضية له، وأدعو الكاتب وغيره لأن يطلعوا على هذا المشروع، من خلال هذا الموقع: المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، ومواقع الحزب الرسمية الأخرى. لقد شرح حزب التحرير تفاصيل مشروعه لإقامة الخلافة على منهاج النبوة في كتبه الكثيرة وإصداراته المستمرة، وكل ذلك واضح جلي في مواقف الحزب من جميع القضايا المختلفة في إصداراته في مختلف الولايات.
وحزب التحرير لا يستنسخ الخلافة من التاريخ، بل إنه استنبط أحكامها من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه، وأرادها خلافة على منهاج النبوة، وهي التي بشّر بها رسول الله r بقوله: «...ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ..».
والكاتب حين يقول: "الجماعات الأكثر اعتدالا، التي وصلت إلى السلطة، تحدثت أيضا عن نيتها في تأسيس دولة خلافة تكون عاصمتها "القدس" المحتلة!!" يخلط بين أصحاب النوايا وبين أصحاب المشاريع الحقيقية، ليصدر حكماً شمولياً كما فعل أول مرة!!
والكاتب يدافع عمّا أسماه "الدولة الوطنية" رغم ما ذكره عنها من أنّها نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو التي كانت من مواريث الحرب العالمية الأولى، ويصفها بأنها: "...في حماية المجتمع الدولي والقوى الدولية التي تتحكم في صناعة القرار الدولي والإقليمي والمحلي أيضا" وهذا يعني أن الكاتب يدعو إلى الواقعية، والرضا والتسليم بهذا الواقع المرّ الذي تمرّ به بلاد المسلمين، وكأن الكاتب يستنسخ مقولة حسني مبارك الرئيس المصري الأسبق المهزوم من داخله: (دي أمريكا يا صَدّام)، محاولاً نقل الهلع الذي يعيشه إلى أعزّ أمة عرفها التاريخ، أمةِ الإسلام، ونقول للكاتب: (هذه أمةُ الإسلامِ يا محمود)، إن لم تكن تعرفها فإنّ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا يعرفونها حق المعرفة، أمةُ الإسلام في دولة الخلافة هي التي أجبرت أمريكا على دفع رسوم مرور في البحر المتوسط، مع أن دولة الخلافة آنذاك كانت في أوج ضعفها، وهي التي توسطت لإطلاق سراح ملك فرنسا، وهي التي أجبرت بريطانيا على الاعتذار لدولة الخلافة.
وأذكّر الكاتب والقراء جميعاً - بهذه المناسبة - بالسنة الكونية العظيمة الواردة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ هذه السنة الكونيّة والاجتماعية التي نعترف بها، ولا نعترف بسنن الواقعية، وسنن استمراء الذلّ والهوان والتبعية للدول الكبرى، ونعترف بمشروع الخلافة على منهاج النبوة المستنبط من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه، ولا نعترف بفقه الواقع ولا بفقه الأولويات، هذا هو القول الواضح والصريح، والرائد لا يكذب أهله.
وفي الختام، أكرر دعوتي للكاتب أن يطلع على مشروع حزب التحرير في مواقعه، وإن أحبّ أن نُهدِيه نسخة ورقية من كتب حزب التحرير ليطلع على المشروع الحقيقي.. فعلنا بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن