- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سياسة الابتزاز مع الرويبضات العرب
الخبر:
تقوم أمريكا بحشد قواتها البحرية والجوية والصاروخية في البحر المتوسط بحجة الرد على سوريا لاستخدام حكامها الأسلحة الكيميائية والغازات السامة ضد أهل سوريا.
التعليق:
أول ما يتبادر إلى ذهن كل واع أن سبب الحشد العسكري الكبير من أمريكا في البحر المتوسط لا يمكن أن يكون بدافع إنسانيتها ولا خوفا من أي دولة على مصالحها فهي لا تعرف الإنسانية ولا تبني سياستها على شيء من الإنسانية بل على المصالح فقط.
لذلك يتبادر إلى الذهن فورا في مثل هذه الظروف والأحداث أن الدولة الأولى في العالم لا يمكن أن تحشد كل هذه الطاقات العسكرية الكبيرة وتحرك الأساطيل البحرية وتهدد روسيا وإيران إلا وتهدف من وراء ذلك تحقيق أهداف سياسية في سياستها الدولية.
فالحرب أو التهديد بها لا تقوم بها أمريكا ولا غيرها من الدول الكبرى إلا من أجل تحقيق هدف سياسي. فما هو هذا السبب الذي جعل أمريكا تلجأ إلى حشد كل هذه الطاقات العسكرية الكبيرة وتحرك الأساطيل البحرية وتهدد بالمزيد منها في البحر المتوسط؟ ومن المقصود بالتهديد ومن سيدفع التكاليف الباهظة لكل هذه الحشود وبخاصة أننا نعرف أمريكا وجشعها ووضعها المالي المزري.
فهل يعقل أن تقوم أمريكا بكل ذلك وتتكبد التكاليف المالية الباهظة من أجل عيون أهل سوريا كما تدعي أم أن لها مآرب أخرى سنفصلها بما يلي:
أول ما يتبادر إلى الذهن من الأعمال السياسية التي تهم أمريكا في الوقت الحاضر هو:
علاقتها بروسيا واستخدامها لها وإيران في سوريا خدمة لمصالحها، والآن جاءت الفرصة المناسبة بنظرها لتفهم الجميع ومن يهمه الأمر في العالم أن أمريكا هي صاحبة الشأن الأول في سوريا وأن على روسيا وغيرها من الدول الكبرى كالصين مثلا أن تدرك ذلك وتضع في حسابها أن أمريكا يمكن أن تقوم بكل شيء لتحقيق مصالحها بما في ذلك الأعمال العسكرية الكبيرة.
إن رسالة أمريكا هذه لا يمكن أن تكون موجهة إلى حاكم سوريا فهو لا يحتاج لأقل من ذلك بكثير ولا حتى لحكام إيران لقدرتها على وضعها ضمن سياستها دون عناء كبير.
أما الهدف الحقيقي عند أمريكا فيعود إلى إغراق روسيا وإيران وتركيا في الوحول السورية.
ولكن الهدف الآخر والذي لا يقل أهمية عند أمريكا في الوقت الحاضر وهو الهدف المالي لتنشيط الاقتصاد عندها والذي وجدت ضالتها في ذلك عند حكام الخليج وبخاصة ابن سلمان الذي دفع لها الكثير من أموال الأمة ولا يزال مستعدا لدفع المزيد من أموال الأمة لعدوها الأكبر أمريكا بحجة الوقوف في وجه إيران التي تقوم بتخويف دول الخليج بإيعاز من أمريكا إن لم يكن بطلب منها. ولو كان عند حكام الخليج بعض الوعي السياسي لما استطاعت أمريكا أن تبتزهم وتسرق أموال الأمة بهذا الشكل الوقح.
بقي أمر مهم لا بد أن تعرفه أمتنا الإسلامية وهو أن حالنا سيبقى على هذا النحو الذي لا يرضي الله ولا عباده إذا بقينا غير مبالين بما يحصل لنا في كل بلادنا الإسلامية وإن لم نحاسب ونعمل مع المخلصين من أبناء أمتنا في حزب التحرير الذي يعمل منذ سنين طويلة لإقامة الخلافة التي تجمع المسلمين في دولة واحدة. فعندها وعندها فقط تبدأ أمريكا وغيرها بوضع حساب لرد الخليفة على سرقة أموال الأمة وعلى التدخل بكل شؤونها نيابة عن الأمة الإسلامية.
والمخلصون من أبناء أمتنا الإسلامية سيقومون بما هو لازم في القريب العاجل بعون الله سعيا وراء نيل رضاه سبحانه وتعالى وعندها تقطع يد أمريكا ومن معها بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر