- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعيين جون بولتون يعني شن حرب أمريكية جديدة؟
الخبر:
يتسلم جون بولتون اليوم (9 نيسان/أبريل) منصبه بشكل رسمي كمستشار الأمن القومي الأمريكي. ويوصف بولتون بأنه من صقور الحرب، ويعد اتفاق آرائه مع ترامب دليلا على توجه جديد لإدارة حرب. (الجزيرة 2018/4/3)
التعليق:
هل حقا ستشن أمريكا حرباً جديدة ضد الصين أو روسيا أو في الشرق الأوسط؟ للإجابة على هذا السؤال يجب الإجابة على السؤال التالي أولاً: هل تستطيع أمريكا شن حربٍ جديدة بشكل مباشر؟ والجواب على هذا السؤال: لا، لأن أمريكا اليوم أضعف بكثير من أمريكا في السابق، فمع نهاية الحرب العالمية الثانية، كان لدى أمريكا أفضل جيش بري تجهيزاً وأضخم بحرية وسلاح جوي في العالم، إلا أنها بعد ذلك فشلت في الانتصار في أي من حروبها في فيتنام وأفغانستان والعراق.
وقد ذكر "مؤشر القوة العسكرية الأمريكية" لعام 2016 أنه في المجمل، تصنف القوة العسكرية الأمريكية بـ"الهامشي" وتتجه نحو "الضعيف". كما ذكر المؤشر أن أمريكا لا تقوى على شن أكثر من جبهة عسكرية واحدة. وذكرت مجلة (فورن بوليسي) في تشرين الثاني/نوفمبر 2017: "شهد الأسطول البحري تراجع أسطوله من 594 سفينة في عام 1987 إلى 278 سفينة فقط اليوم". وأكد ذلك في حينه محلل الدفاع دان غور حين قال: "بسبب عدم وجود قطع غيار وأموال كافية للصيانة، لا يتوفر حاليا سوى قرابة نصف مقاتلي الخطوط البحرية للمعارك. بالإضافة إلى ذلك، فإن القوة الجوية ينقصها قرابة 1000 طيار". كما ونقلت مجلة (فورن بولسي) قول رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راي أوديرنو "نحن في أدنى مستويات الجاهزية في جيشنا منذ بداية خدمتي قبل 37 عاما".
وعليه، فإنه من المستبعد أن تشن أمريكا حروبا جديدة بشكل مباشر، وإنه وإن كان لا بد لأمريكا من شن حرب (كخيار أخير) ضد روسيا أو الصين أو غيرهما فإنها ستكون حرباً بالوكالة، كما شهدنا في سوريا مؤخرا.
بقي أن نجيب عن سر تعيين بولتون وأمثاله من صقور الحرب، فأقول: لم يسبق لترامب أن تقلد منصبا سياسيا من قبل، فهو ليس بالرجل السياسي، بل هو يتعامل مع الأمور بعقلية التاجر التي اعتاد عليها، فليس لترامب مبادئ ثابتة ولكن مصالح ثابتة، ووجود بولتون وأمثاله حوله يمكنه من تحقيق إنجازات في السياسة الخارجية بطرق سياسية دبلوماسية ولكن بأيدٍ صارمة.
وفي الختام، لا يغرنكم أيها المسلمون ما يروجه الإعلام من قوة أمريكا العسكرية وتهديدها بشن حروب جديدة، فيثنيكم ذلك عن العمل لإقامة الخلافة. فاليوم - أكثر من أي وقت مضى - هو الأنسب لقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس