- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إرهاب ووحشية المحتلين الصليبيين ودُماهم
(مترجم)
الخبر:
أسفر الهجوم الجوي الذي وقع يوم الاثنين والذي تم تنفيذه في مدرسة "دار العلوم الهاشمية" - في منطقة دشت آرشي في قندوز بأفغانستان - عن مقتل وجرح مئات المدنيين. وقد أكد نصر الدين سعدي، حاكم مديرية دشت آرشي، وقوع الهجوم الجوي على مدرسة دينية في قرية دفتاني في هذه المنطقة، حيث قتل أكثر من 100 طالب وجرح أكثر من 200 آخرين. كما أكد سكان المنطقة الحادث، قائلين بأن الضحايا هم المدنيون وعلماء الدين والطلاب المتخرجون وغيرهم من الأطفال الذين كانوا يحضرون حفل تخرج المدرسة. كما أكد عضو في البرلمان يمثل مقاطعة قندوز وقوع الضحايا المدنيين في الحادث. ومع ذلك، تزعم الحكومة الأفغانية ووزارة الدفاع التابعة لها أن قواتها استهدفت مقرًا "إرهابيًا" كان ينفذ أنشطة (إرهابية).
التعليق:
تم تنفيذ هذا الهجوم الوحشي وفقًا لاستراتيجية ترامب لأفغانستان وجنوب آسيا، والتي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس الماضي. ومنذ ذلك الحين، زادت القوات الأمريكية والأفغانية من غاراتها الجوية في جميع أنحاء البلاد على أمل إجبار طالبان على النزول إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، فإن معظم هذه الغارات استهدفت السكان المدنيين بشكل رئيسي، وهذا الحادث المذكور أعلاه شاهد على ذلك. ويشير تقرير حديث نشرته وكالة Pazhwak للأنباء إلى تنفيذ 171 غارة جوية في آذار/مارس الماضي وحده أسفرت عن مقتل 1018 شخصا وإصابة 792 آخرين. هذه الأرقام تشير إلى زيادة 29٪ في عدد الضحايا مقارنة بشهر شباط/فبراير.
إن جميع الأفغان وغيرهم من سكان العالم يشهدون على أن أفغانستان أصبحت ساحة للوحشية والإرهاب الأمريكيين منذ اليوم الذي داسوا فيه هذه الأرض. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل أعمالهم الوحشية، وقعت الدمى الأفغانية العميلة اتفاقًا استراتيجيًا مع هؤلاء الإرهابيين الصليبيين، تبعًا لتوقيع اتفاقية أمنية رخصت بشكل رسمي وجود واستمرارية مثل هذه الأعمال الوحشية من قبل الجنود الأمريكيين. ولذلك، فإن جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تقريباً تدين هذه الفظائع شكليا ولا توجد أية دعوة إلى تعقب من ارتكبوا هذه الأعمال. في واقع الأمر، تحاول جميع الأطراف بما في ذلك وسائل الإعلام تبرير هذه الفظائع لأسباب مختلفة حتى لا توتر علاقاتها مع القوات المحتلة وحكومتها، مما قد يعرض مصالحها الشخصية والتنظيمية للخطر.
لقد كشف هذا الهجوم الإرهابي مرة أخرى عن منطق أمريكا الحربي وكراهيتها للمسلمين، والتي لا تعد لحياة مئات المدنيين، بما في ذلك الأطفال والشيوخ، قيمة عندها إذا ما قررت التخلص من عدد قليل من المسلحين المفترضين. بالإضافة إلى ذلك، يكفي هذا الذي فعلوه دليلا للجميع يثبت ما هو نوع الإرهابيين الذين تقصدهم القوات الأمريكية والحكومة الأفغانية. في واقع الأمر، يستخدم مصطلح "إرهابي" لأي مسلم يتحدّى مصالح أمريكا والحكومة الأفغانية العميلة لأمريكا. في هذه الأثناء، كشفت هذه الحادثة من جديد عن حقيقة "الحرب على الإرهاب" التي تقودها أمريكا، فتحت شعار حملتها تكمن حرب شنيعة ضد الإسلام والمسلمين، فيما يشهد الواقع بأن الإرهابيين الحقيقيين هم القوات الأمريكية نفسها، وحلفاؤها الدوليون، وقوات الدمى العميلة الإقليمية.
علاوة على ذلك، كشفت هذه الحادثة أيضًا عن الوجه الحقيقي لمنظمات وحقوق الطفل ومنظمات حقوق الإنسان التي تنظر وتطبق قواعدها عندما يتعلق الأمر بالرعايا الغربيين. فيما يغضون الطرف عن المسلمين وأطفالهم. إضافة إلى ذلك، فقد كشفت هذه الحادثة أيضا عن جوهر وحقيقة السلام الليبرالي مع الثوار الأفغان. طبيعة تشهد بأن مثل هذا السلام لن يصبح حقيقة وستستمر هذه الحملة القاتلة التي تستهدف نساءهم وأطفالهم وشيوخهم على وجه التحديد حتى يتخلوا عن أسلوب حياتهم المقدس المتمثل بالإسلام ويستسلموا للديمقراطية.
إن مثل هذا الوضع، الذي يستمر فيه الإرهاب والجرائم والوحشية، يثبت ضرورة إسقاط كل نظام علماني - غير إسلامي - في البلاد الإسلامية، وطرد الدمى العميلة الحمقاء واستبدال الخلافة الراشدة الثانية على منهاج نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بهم، ومبايعة الخليفة الراشد. عندها فقط، ستُحمى المقدسات الإسلامية والدماء والكرامة والثروة والأراضي الإسلامية. لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان