الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جمع المال من أفقر الناس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جمع المال من أفقر الناس

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تواصل شركات الحليب المجفف استخدام أساليبها والتي تتسم غالباً بالعدوانية والسرية وبأنها غير قانونية وذلك من أجل استهداف الأمهات في أفقر بقاع العالم لتشجيعهن على اختيار الحليب المجفف على الرضاعة الطبيعية، وذلك وفقا لما كشفه بحث جديد.

 

كما كشفت دراسة تهدف إلى حماية/ إنقاذ الطفل في بعض المناطق الأكثر حرماناً في الفلبين بأن شركة (نستله) وثلاث شركات أخرى تقدم للأطباء والقابلات والعاملين الصحيين المحليين رحلات مجانية للمؤتمرات الفخمة والوجبات وتذاكر السفر والسينما وحتى رقائق القمار لكسب ولائهم. وهذا انتهاك واضح للقانون الفلبيني. (صحيفة الجارديان 2018/2/27)

 

التعليق:

 

الاستهداف والأكاذيب الصارخة ليست صدمة عندما نفكر في دوافع الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل لتحقيق أقصى قدر من الأرباح في جميع أنحاء العالم. بهدف كسب المال فهم يروجون للادعاءات التي لا تكون صحيحة دائماً.

 

ما نراه هو أن الشركات التي تعمل على نطاق عالمي تتعامل مع المستهلكين في الغرب بشكل مخالف لأولئك الموجودين في العالم النامي. وعلى الرغم من وجود سوق عالمية إلا أن التعالمل مع الزبائن يختلف كثيراً.

 

الحليب المجفف مكلف وبالنسبة للعديد من أولئك المستهدفين في العالم النامي فإنه ببساطة ليس ذا أسعار معقولة، ولكن السوق والشركات هناك بسبب النمو السكاني يمكنهم تحصيل النقود معتمدين على عدم وجود المعرفة لدى السكان المحليين عند اتخاذ الخيارات لأطفالهم. هذه ليست ظاهرة جديدة عندما يتعلق الأمر بالحليب المجفف.

 

في عام 1973 نشرت (إنترناشونال نيو إكسبوسيت) كاشفةً ممارسات نستله التسويقية "وجود الرضع يعني وجود التجارة"، التي وصفت فيه كيف جعلت الشركة الأمهات في العالم الأقل نموا يتعلقن بحليب الأطفال.

 

حققت نستله ذلك بثلاث طرق، وهذا هو النموذج السائد للرأسمالية:

 

• خلق حاجة حيث لا توجد.

 

• إقناع المستهلكين بالمنتجات التي لا غنى عنها.

 

• ربط المنتجات بالمفاهيم المرغوبة وغير الموجودة، ثم إعطاؤهم عينة.

 

في عام 1974 نشرت منظمة "الحرب المبنية على الرغبات" في لندن كتيباً بعنوان "قاتل الرضع" حيث كشفت فيه كيفية صناعة حليب الأطفال، مما أدى إلى مقاطعة منتجات نستله من قبل المستهلكين الواعين أخلاقيا. وقد سلط الكتيب الضوء على تفاصيل الممارسات الخفية، لكن نستله لا تزال تربح الدعوى القضائية، وطلب منها ببساطة تعديل ممارساتها التسويقية.

 

لذلك، بعد سنوات عديدة، ما زلنا نرى أن هناك الكثير من التغيير اللازم في كيفية بيع هذا المنتج. في الماضي كانت أفضل وسيلة هي إظهار النمط الغربي من المعيشة على أنه مثالي وزجاجة الحليب كانت تعتبر تحريراً للأمهات. وبناءً عليه ينبغي لجميع النساء في جميع أنحاء العالم أن يتطلعن إلى أن يكن مثل النساء الغربيات، حتى لو كان واقعها بعيداً كل البعد عن ذلك. واليوم وفي ضوء المخاوف المرتبطة بالفقر يدعى أن الحليب المجفف يمكن أن يعزز الذكاء. ويفترض أن يكون للطفل المتعلم فرصة أكبر للهروب من دائرة الفقر التي تعاني منها أمهات كثيرات. وكما هو الحال بالنسبة لجميع الأمهات فتوفير الأفضل هو طموح طبيعي لهن، حتى لو كن لا يعرفن ما هو أفضل حقيقةً.

 

قابلت الجارديان إحدى الأمهات التي أوضحت: "لم أكن آكل فحسب ولكن حتى أتمكن من إطعام طفلتي وكانت هناك بعض الأيام لم أكن آكل أي شيء. و حليب (نيستوجين) مكلف لذلك أنا لم أتمكن من توفيره دائماً لطفلتي عندما تكون جائعة. لم أعطها سوى نصف زجاجة، أربع مرات في اليوم".

 

إن منزل (إيكاوات) - المصنوع من الخشب الرقيق المهمل، والحديد المموج والأغطية البلاستيكية - يرتكز على ركائز فوق مياه تنتشر فيها القمامة. ليس لديها مياه جارية أو كهرباء وقالت بأنها "وجدت صعوبة في تعقيم الزجاجات وتشكيل مسحوق الحليب، الذي يحتاج إلى أن تكون مختلطة مع الماء المغلي لتكون آمنة" (2018/2/27)

 

في حين إنه من واجب الدولة حماية رعاياها، إلا أنه يمكننا أن نرى الشركات متعددة الجنسيات تخرق القوانين وتسوق بذكاء نفسها للمستهلكين الذين لديهم فرص أقل للحصول على خيارات أفضل. ومع كون الطبيب أو القابلة ذوي خبرة إلا أنهم يتأثرون بالإغراء بالمال، فكيف يمكن حماية الأمهات والأطفال؟

 

الإسلام هو السبيل الوحيد للحياة التي تدرك الطبيعة البشرية بشكل صحيح ولا تجعل من الدولار علامة تميز كل مناحي الحياة، ولكن بدلا منه تهتم بالإمكانات البشرية. إن استغلال الفقر وزيادة تفاقمه لدى فئات ضعيفة هو حقاً أسلوب حقير!

 

القوانين والضوابط وحدها لن تحل هذه المشكلة كما هو مبين في دعوى نستله القضائية ولكن بدلا من ذلك تحتاج المشكلة إلى إصلاح كامل للنظام. أولا، يجب الاعتراف بأن الحياة نفسها هي من الله عز وجل ولا يمكننا تشويه الطريقة التي بينها الله لنا فهي أفضل وسيلة لكل الأطفال. كما أن أي شخص يقدم المواد الاستهلاكية للناس يجب أن يتحلى بالتقوى وليس التلاعب لكسب المال. فالنظام الاقتصادي الإسلامي لا يقوم على ادعاءات كاذبة أو احتياجات كاذبة، بل إنه يقيد نفسه في شكل من أشكال العبادة، ويمكن استخدامه لتحسين مستويات المعيشة لا لزيادة البؤس لحياة الناس.

 

قال لنا النبي e: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء»

 

يمكننا أن نحقق الصحة والرفاه للجميع في ظل نظام الإسلام بالخلافة على منهاج النبوة باذن الله.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمان

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 03 آذار/مارس 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 03 آذار/مارس 2018م 12:21 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم يسر للأمة سبل الخلاص

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع