الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بدون عقلانية، بريطانيا توكل مهمة حماية الديمقراطية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بدون عقلانية، بريطانيا توكل مهمة حماية الديمقراطية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 13 شباط/فبراير 2018 أن "الحكومة البريطانية كشفت عن آلة تزعم بأنها يمكنها أن تكشف بدقة المحتويات الجهادية وتمنعها من الظهور"، والتي دفعت من أجلها الحكومة 600,000 جنيه إسترليني إلى شركة مقرها لندن لتطويرها. وعلاوة على ذلك، يقوم وزير الداخلية آمبر رود بزيارة أمريكا لتبادل الأفكار، وقال رود لبي بي سي إنه "لا يستبعد إجبار شركات التكنولوجيا على استخدامها بموجب القانون". وتستند التكنولوجيا على خوارزمية إرشادية تمكنه من أن "يتعلم" لتحديد مجموعات ميزة على أساس مجموعات التدريب المعروفة.

 

التعليق:

 

يستخدم هذا النوع من الخوارزمية التنبؤية في العديد من مجالات الحياة، ومع أنها غير دقيقة مئة في المئة إلا أنها يمكن أن تكون فعالة. هذا التطور هو جزء من جهود الحكومة البريطانية المستمرة لتنفيذ السيطرة على الفكر الإسلامي في جميع جوانب الحياة. إن ما يسمى بـ"المنع" يستهدف أطفال المدارس المسلمين ويعطي لأولئك الذين هم على اتصال معهم مهمة التجسس عليهم لوجود أي دليل على تبنيهم المعتقدات الدينية أو ابتعادهم عن المبادئ الديمقراطية. وتدفع الحكومة أيضا من أجل تركيب كاميرات داخل المساجد، ومحاكمة المسلمين على منشورات الفيسبوك إذا ما أظهرت هذه المشاعر أو الآراء القوية تجاه السياسات الاستعمارية والهيمنة الغربية. والآن، يقوم وزير الداخلية بترويج الفكرة الكامنة وراء شكل بسيط من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تمنع أي شكل من أشكال المحتوى "المتطرف". إن الهستيريا المناهضة (للإرهاب) هي غطاء للتآكل اليومي للحريات المدنية، الذي يهدف إلى إحباط المسلمين من أن يصبحوا على دراية بأنفسهم في حال كان عليهم أن يواجهوا تحديا أيديولوجيا فعالا للثقافة الغربية الفاسدة والقضاء على العلمانية.

 

ووضع جانباً أن هناك الكثير من النقاش حول الذكاء الاصطناعي الذي يشكل خطرا محتملا على البشرية إذا كانت الآلات "نفسها" ينبغي أن تصبح على علم بطبيعتهم. ويبدو أن هذا الاحتمال غير مرجح لأن الذكاء الاصطناعي هو نوع مختلف تماما من الذكاء عن الذكاء البشري وينبغي أن تحدث نقلة نوعية أولا، ولكن إذا أصبحت الآلات على علم بطبيعتها، وإذا كان منطق أمبر رود هو مجموعة التدريب على الحكم على الذكاء البشري، فما هي النتيجة التي يمكن أن نستخلصها؟ قد يظهر الذكاء البشري لهم معيباً إذا كان لا يمكن الوثوق به لتمييز الحقيقة من الباطل دون مساعدة من آلات بكماء لتصفية ما يسمى المدخلات المتطرفة!

 

وفي الوقت الذي تتغير فيه التكنولوجيا، لا يتغير البشر كثيرا، كما أن اقتراح وزير الداخلية بحظر محتوى الإنترنت بخوارزميات حاسوبية هو نسخة من الرقابة التي استخدمتها قريش ضد النبي محمد r عندما قام قادة الجاهلية باستنكار الاستماع إلى النبي على زوار مكة كما قيل إن كلماته لديها قوة سحر! على الأقل قريش لم تمنعهم من اختيار ما إذا كانوا يريدون الاستماع أم لا. بينما تريد حكومة بريطانيا جعل الإنترنت مكاناً مغلقاً واتخذت هذا الخيار.

 

إن التسوس الفكري في الغرب يبرز في هذا القرن حقا بسبب عجزه عن التعامل بحكمة مع التحديات التي تفرضها التكنولوجيا. مع تشويه الرأي العام في الانتخابات الأمريكية الأخيرة بمساعدة الكمبيوتر، واعتراف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي أنه حتى الانتخابات المتوسطة الأجل المقبلة تعاني من التدخل الروسي، يبدو أن آلة الديمقراطية تعمل خارج نطاق سيطرة البشر. ومن الضروري للبشر أن يستعيدوا السيطرة على مستقبلهم من خلال الانفتاح على النقاش الفكري القوي، بدلاً من وجود آلات تسيطر على ما يسمعونه. والرقابة لن تساعد أبداً، وسوف تضيق على الناس فقط وتجعلهم أكثر عرضة لسماع "الأخبار الوهمية" والتلاعب بهم. في النهاية، أولئك الذين يعتمدون على آلات الخلاص سوف يقعون ضحية لما فعلته أيديهم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عبد الله روبين

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع