- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اختراق أولمبي في الصراع الكوري على الرغم من الجهود الأمريكية
(مترجم)
الخبر:
وفقا لرويترز: (أعلن مسؤولون كوريون جنوبيون اليوم السبت بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إلى إجراء محادثات في بيونغ يانغ، مما يفسح المجال أمام الاجتماع الأول للقادة الكوريين منذ أكثر من عشر سنوات.
وسيشكل أي اجتماع انقلابا دبلوماسيا لمون الذي اجتاح السلطة في العام الماضي على أساس سياسة مزيد من الانخراط مع الشمال المنعزل والدفع باتجاه إيجاد حل دبلوماسي للأزمة المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.
جاء الانتعاش الأخير الذي ترتكز عليه استضافة كوريا الجنوبية لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي بدأت يوم الجمعة على الرغم من تسارع برامج الأسلحة في الشمال خلال العام الماضي والضغط من قبل حلفاء سيئول في واشنطن.
وقد تم تسليم الدعوة الشخصية من كيم شفهيا من قبل شقيقته الصغرى كيم يو جونغ خلال محادثات وقمم غداء استضافها مون في البيت الأزرق الرئاسي في سيئول.
وجاء في تصريحات المتحدث باسم البيت الأزرق خلال مؤتمر صحفي بأن شقيقة كيم قالت لمون الذي قال "دعونا نخلق البيئة الملائمة ليصبح ذلك ممكنا" بأن كيم جونغ أون يريد أن يلتقي مون "في المستقبل القريب"، وبأنه يود زيارة كوريا الشمالية "في أقرب وقت ممكن". وقال مسؤول في البيت الأزرق بأن مون "قبل عمليا" الدعوة.)
التعليق:
تُظهر هذه العلامات المبكرة لتطبيع العلاقات بين الكوريتين تقلص القوة الأمريكية، على الرغم من أن أمريكا هي القوة العظمى الأولى في العالم.
ظلت أمريكا تعمل منذ عقود على مناهضة كوريا الشمالية واستفزازها من أجل خلق حالة صراع على الحدود الشرقية للصين. وكانت أمريكا تستخدم هذا الصراع لتبرير استمرار وجودها العسكري والبحري في غرب المحيط الهادئ، ولا سيما قريبا من اليابان وكوريا الجنوبية. وما الخطاب الفظ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا استمرار لهذه السياسة التي طال أمدها، والتي تهدف إلى احتواء الصين، وبصورة رئيسية، ردعها عن بسط السلطة والنفوذ شرقا إلى المحيط الهادئ، والذي يعتبر حصرا على أمريكا تقريبا. ومن المتوقع أن تكون هذه الجهود الأخيرة للتطبيع مجرد انتكاسة قصيرة لأمريكا، ومن المؤكد أن تستأنف الجهود لضمان عودة هذه المنطقة للفوضى والاضطراب.
لكن سياسة أمريكا قصيرة النظر. وقد دفعت عملية التطويق والاحتواء والمواجهة للصين إلى تعزيز قوتها داخليا ومضاعفة جهودها خارجيا. ولم يظهر تصميم القيادة الصينية مؤخرا إلا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي التفت فيه الفصائل الرئيسية للحزب الشيوعي حول الرئيس شي جين بينغ. وخارجيا، فإن الصينيين يتعاملون مع التحدي الأمريكي بمسايسة ونضج. وما الانطلاقة الأخيرة في العلاقات بين الكوريتين في الواقع إلا نتيجة للجهود الصينية.
وعلاوة على ذلك، فإن المعسكر الغربي في ذاته منقسم. وأحد العوامل الرئيسية وراء التطبيع الكوري الحالي هو دور بريطانيا، التي تعمل بجد للتودد للصين. فقبل أسبوعين، قامت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بزيارة للصين من أجل إبرام صفقة تجارية، بل أصبحت هذه العلاقات الاقتصادية أولوية رئيسية لبريطانيا بعد استفتائها الكارثي على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يعرض علاقاتها التجارية الرئيسية مع الدول الأوروبية للخطر. وتأتي زيارة رئيسة الوزراء عقب مؤتمر عقد في فانكوفر بكندا في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي لتعزيز "حل سلمي ودبلوماسي" للأزمة. ويبدو أن بريطانيا تعمل بنشاط وراء الكواليس لعقد هذا المؤتمر، وكانت زيارة تيريزا ماي للصين هي المكافأة.
كثيرة هي الأمور التي على المسلمين تعلمها من هذه الأحداث؛ منها أن أمريكا ليست قوية كما يبدو، وأن المعسكر الغربي منقسم على ذاته، وأنه يمكن لبلد مثل الصين أن يتخذ خطوات لتعزيز نفسه داخليا وإدارة التحديات خارجيا.
ولكن ما هو فوق هذا كله، هو ظهور حاجة العالم إلى قوة عظمى جديدة. فخلال الألف عام التي هيمن فيها الإسلام على الشؤون العالمية، ساد السلام العام والوئام. وكانت التدخلات العسكرية محدودة. وسباقات التسلح شبه معدومة. وكانت الميزانيات العسكرية للدول في حدها الأدنى. ركزت الصين وأوروبا على التنمية الاقتصادية، بمساعدة سياسات التجارة المفتوحة للإسلام والمضمونة من قبل القوة الاستراتيجية الإسلامية التي مكنت، على سبيل المثال، من وجود طريق الحرير بين الشرق والغرب. كان الغرب الرأسمالي - مع تجاهل لنصرانيته وتبنيه الأيديولوجية الليبرالية العلمانية - هو ما دفع الجيوش للاستغلال الاستبدادي، أولا لنهب موارد القارة الأمريكية ومن ثم تحويل وجهته إلى العالم الإسلامي والشرق.
قامت أمريكا على أكتاف الإبادة الجماعية من قبل الأوروبيين للشعوب الأصلية في أمريكا، ولن تهدأ حتى تهيمن على العالم بلا هوادة وتستغل موارده كلها. لقد آن أوان إقامة قوة عظمى إسلامية على يد الأمة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبي محمد r، تطبق الإسلام وتحمل النور إلى العالم بأسره. لقد آن أوان استئناف الأمة الإسلامية دورها كوصي على البشرية: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح
وسائط
1 تعليق
-
اللهم نسألك خلافة راشدة تسعد بها الشعوب وتحمل النور إلى العالم