- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
داعيةٌ (سلفي): "من لم يبايع السيسي مات ميتةً جاهلية"!
الخبر:
زعم الداعية السلفي حسين مطاوع أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولي أمرٍ شرعي لا يجوز الخروج عليه لا بالفعل ولا بالقول ولا حتى بالإضمار في القلب، ففي ردٍ على سؤال: هل السيسي ولي أمرٍ شرعي؟ قال: نعم، هو كذلك بالرغم من توليه عبر صناديق الانتخاب التي لا يقرها أهل السنة والجماعة، فقد استتب له الأمر ودانت له البلاد بمؤسساتها فيكون بذلك ولي أمرٍ شرعي لا يجوز الخروج عليه لا بالفعل ولا بالقول ولا حتى بإضمار ذلك في القلب، وهذا ثابتٌ في أصول السنة للإمام أحمد وفي العقيدة الطحاوية، وفي رده على سؤالٍ حول إن كان يرى أن من لم يبايع السيسي يمت ميتةً جاهليةً، قال نعم، وذلك بعد أن رأيت الفوضى المنتشرة في كل مكان،... واستندت في دعوتي إلى حديث الرسول الكريم (من مات وليس في عنقه بيعةً مات ميتةً جاهليةً). (نقلاً عن موقع وطن يغرد خارج السرب).
التعليق:
ازدادت في الآونة الأخيرة الأخبار التي تشيد بهذا السيسي وتقول عنه ما ليس فيه، فالخبر أعلاه ليس الأول وربما لن يكون الأخير، فقبل أيامٍ قليلةٍ ادعى بعض المدعين، وهم لا محالة كاذبون، أن السيسي "قد ولد ساجداً ولم يستمر في بكائه سوى لحظات وتبسم لمن حوله، وتنبأ آخرون بأنه سيكون له شأنٌ عظيمٌ"، ولم يبقَ إلا أن يقولوا عنه إنه نبيٌّ مرسل أو وليٌّ من أولياء الله! ولا يستغربن أحدٌ إن قام أحد المنافقين بادعاء ذلك، فالقوم لم يعودوا يستحيون، والنبي الكريم يقول «إن لم تستحي فاصنع ما شئت»، كل هذا يقال بحق السيسي مع أن واقعه هذا لا يخفى على أحد، فهو حاكمٌ ظالمٌ وطاغيةٌ وعميلٌ رخيصٌ لأمريكا، وهو ليس بحاكمٍ شرعي، بل مغتصبٌ للسلطة إذ لم تختره الأمة، بل جاء بانقلاب ليُمعِنَ في المسلمين قتلاً وإذلالاً ولينشر في الأرض الفساد، وفوق هذا وذاك هو معطلٌ لشرع الله سبحانه، مطبقٌ على مسلمي الكنانة الكفر البواح، وهو في ذلك يشاطر كل الطغاة الذين يحكمون المسلمين بالحديد والنار، فمن يتكلم عن السيسي نقول له: أنت لا تتكلم عن مجهولٍ لا يعرفه أحدٌ إلا أنت، بل أنت تتكلم عن شخصٍ معروفٍ معلومٍ للقاصي والداني، حتى إن العميان قد رأوا قذارته، وأسمعت بذاءته مَن به صمم.
إلا أن ما يؤلم حقاً هو هذا السقوط المريع الفظيع لمن يُسمّون بالدعاة والعلماء، فبدل أن يقولوا كلمة الحق في وصف هؤلاء الطواغيت نراهم يتزلفون إليهم وينافقونهم، طمعاً في أموالهم أو خوفاً من سجونهم، وبدل أن يعملوا مع العاملين المخلصين لتغيير هؤلاء الطواغيت لكونهم ليسوا حكاماً شرعيين أولاً ولأنهم لا يطبقون الإسلام ثانياً، بدلاً عن ذلك نجدهم يلوون عنق النصوص، وينزلون الأحاديث التي تأمر بطاعة خليفة المسلمين الشرعي الذي بايعه المسلمون عن رضاً واختيار، ينزلون هذه الأحاديث بحق طواغيت هذا الزمان! فتعساً لهكذا دعاة وعلماء، لقد غرتكم الحياة الدنيا، وبعتم آخرتكم بدنيا هؤلاء الطواغيت، وضلّلتم الأمة، وعطلتم أمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وأعطيتموهم عصمةً وقداسةً، ولن يمضي وقتٌ طويلٌ حتى يفضحكم الله في الدنيا قبل الآخرة كما فضحهم، وإن محاولاتكم في تحريف دين الله لن تجدي، فالأمة أوعى مما تتصورون، وهي ترى وتسمع، وتعرف المخلص فيكم من المنافق، وستلفظكم، إن لم تعودوا لصفها، لفظ النواة كما لفظت أسيادكم من قبل، وستلتف حول مَن يتنبى قضاياها، ويعمل لكنس هؤلاء الطواغيت وتنصيب خليفةٍ راشدٍ شرعيٍ ومبايعته، ذاك الذي مَن مات ولم يبايعه مات ميتةً جاهليةً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام