- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام القضائي في باكستان يظهر مرةً أخرى لماذا الخلافة هي حاجة العصور
(مترجم)
الخبر:
إسلام أباد: وجدت المحكمة العليا يوم الأربعاء الشذوذ في الطريقة التي تعاملت بها جلسات المحاكم مع قضية الخادمة البالغة من العمر 10 سنوات التي تعرضت للتعذيب من قبل عائلة قاضٍ يخدم منطقة ودورات إضافية (ADSJ). لم تكن واقعة التعذيب الوحشي للطفلة (طيبة) التي تبلغ من العمر 10 سنوات من قبل زوجة قاض هي التي غطت عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، بل أيضاً كيف تم التعامل مع القضية من قبل الأغنياء وأصحاب النفوذ في باكستان.
التعليق:
إن قصة (طيبة) ليست مجرد سوء استخدام امرأة مجنونة لسلطتها، ومعاناة طفلة بريئة جسدياً وعقلياً. وإنما تعرض الواجهة القبيحة لتعدد الطبقات في هذا المجتمع، الذي لا يسمح فقط لحدوث مثل هذه الأعمال الوحشية، ولكنه أيضًا لا يطبق أي أحكام للعدالة لإسدائها إلى المظلوم. إن معاناة (طيبة) هي بسبب الإهمال التام من المجتمع والحكومة والقضاء، وما يجب أن يكون محط اهتمامنا هو ما جعل هذه المرأة تعتقد أنه يمكنها أن تفلت من العقاب على تصرفاتها المروعة. لأن المشكلة ليست هي فقط في الاعتداء على الأطفال وعمالة الأطفال، بل هي في الاتجاه العام لإساءة استخدام السلطة بطرق مادية على نحو متزايد.
المشكلة هنا هي أن قصصاً كقصة (طيبة) أصبحت شيئا عاديا! وقد حصلت حوادث لا تعد ولا تحصى حيث فقد الناس حياتهم بسبب الجرائم المرتكبة والجريئة من قبل أزواج أو أبناء أو أصدقاء السياسيين. أصبح الأغنياء وأصحاب النفوذ غير مبالين حتى في إخفاء أفعالهم لأنهم يعلمون أنهم بعيدون عن متناول قانون البلاد. وقد طمأنت عدم الكفاءة والفساد في الأنظمة الجزائية والإدارية هؤلاء الناس على سلامتهم. ونحن نرى دائما كيف يعمل جهاز الدولة لإنقاذ هؤلاء المسؤولين المذنبين. وإن ذكريات قتل شاهزاب خان من قبل نجل سياسي لا تزال ماثلة في أذهان الناس.
إن الحوادث كالتي جرت مع (طيبة) تصبح معروفة بسبب طبيعتها الحساسة، وحقيقة أنها نقاط بيع صلبة لوسائل الإعلام. قصة فتاة صغيرة تتعرض لسوء المعاملة والتعذيب، أو شاب مثل شاهزاب خان الذي قتل في عشية حفل زفاف شقيقته، هي قصص مثيرة، لذا فهي تلفت أنظار العامة عند نشرها في وسائل الإعلام. ولكن استمرار الاهتمام بقصة (طيبة) سيبقى مربوطاً فقط بعدد ما تنشره وسائل الإعلام عنها وعدد ما تحصله من تصنيف.
وهذه القصة كالكثير غيرها سوف تفقد قوة تأثيرها بمجرد انحسار اهتمام العامة، ومدى تركيز العامة في كثير من الأحيان قصير جدا. لذلك فإن العديد من مثل هذه الأعمال تذهب دون أن يلاحظها أحد إذا لم تتحدث عنها وسائل الإعلام. والأهم من ذلك، حتى الحالات التي تشتهر تصل إلى نفس النتيجة، وهي عدم القيام بأي شيء تجاهها. فيضخ هذا التقاعس المزيد من الثقة في هؤلاء الناس لفعل ما يحلو لهم، وسوف ينتج عن ذلك عدد لا يحصى من الناس يعانون مصير (طيبة) ذاته.
حتى إذا أوت (طيبة) إلى مكان آمن وتم تأمين مستقبلها من خلال جهود نشطاء المجتمع المدني، فليس هناك ما يضمن أن مثل هذا الحادث لن يتكرر مرةً أخرى. يحتاج المجتمع كله إلى إصلاح. إصلاح حيث لن يضطر الأب لبيع طفل واحد لإطعام الآخر، حيث مستوى الاحترام والكرامة لا يقاس بالمال أو الوظيفة ولكن بتقوى الفرد لله. كان العلماء في الماضي يرفضون العمل كقضاة، لعلمهم بحجم هذه المسؤولية، وهذا النظام الفاسد يولد قضاة ومحامين يتغذّون على ضعف الشعوب. لقد حان الوقت للوقوف ليس فقط لهذه الفتاة الصغيرة، ولكن لإنقاذ كل أبناء هذه الأمة. إن النظام العادل على منهاج النبوة هو وحده القادر على حماية جميع الرعايا وتوفير المساواة التي منحها الله سبحانه وتعالى لهم.
ونذكر أنظمة اليوم بحادثة أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟، فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟، ثُمَّ قَامَ، فَاخْتَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ، تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم