- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكومات الاحتلال جعلت العراق مرتعاً لكل كافر، وأسلمت شعبه لكل مجهول
الخبر:
ورد في صحيفة العرب الصادرة بتاريخ 2017/1/17 أنباء قيام أمريكا بالتخطيط لبقاء عسكري دائم في العراق عبر الإسراع في إنشاء ثلاث قواعد عسكرية دائمة في كل من معسكر (عين الأسد) في الأنبار، و(القاعدة الجوية) في القيّارة التابعة لنينوى، ومطار (أربيل) حيث تجري مباحثات مع مسؤولي إقليم كردستان لتحويله إلى قاعدة عسكرية، أو إنشاء قاعدة بديلة في منطقة ربيعة الحدودية مع سوريا، وأن الحكومة العراقية لا تبدي أي اعتراض على وجودها.
ووفقا لمعلومات أدلى بها ضباط ومسؤولون عراقيون للصحيفة: " فإن القوات الأمريكية بدأت فعلياً - بواسطة فيلق المهندسين الأمريكي - بالقيام بأعمالٍ متواصلةٍ لتوسيع تلك المواقع، وترميم مباني، وتطوير وإصلاح مدارج لهبوط الطائرات.
التعليق:
لم يكن الانسحاب العسكري الأمريكي عام 2011م من الأراضي العراقية ناجما عن قناعة واعتراف من الكافر المحتل بعظم الجرائم التي ارتكبها في حق المسلمين هنا، أو في مواقع أخرى من بلاد المسلمين. إذ لو كان كذلك لاقتضى اعتذارا صادقا ممن أسهم فيه، وإصلاحا لما أفسدته معاول الهمجية الأمريكية، وتعويضا لمن اكتوى بنارهم ماديا ومعنويا، كما هو الشأن في تصريحات رئيسهم الجديد "ترامب" - عن اعتبار غزو العراق أكبر خطأ في تاريخ أمريكا بحسب زعمه - التي لا تتجاوز كونها كلاما مفرغ المحتوى لأغراض إعلامية بحتة.
وإن زيادة الوجود الأمريكي في العراق - أو غيره من دول المنطقة - والمتمثل بإقامة قواعد عسكرية ضخمة، مقترنا بزيادة عديد قواتها المسلحة الذي يقرب من (10) آلاف جندي من صنوف مختلفة بذريعة محاربة تنظيم "الدولة" - الآخذة شمسه بالأفول - يبدو غير مقنع خاصة بعد الهزائم التي مني بها في مواطن كثيرة - كانت في قبضته - وآخرها الموصل. والحق أن هذه الإجراءات الأمريكية - وفقا لتصريحات محللين ومسؤولين أمريكيين - ربما أتت نتيجة لإدراك أن الوجود الأمريكي في العراق وغيره يواجه مستقبلا قاتما، يجعله على عتبة مرحلة انتقالية خطيرة ستؤدي إلى إضعاف نفوذه في أماكن كثيرة منه، وما ذلك - بحسب اعتقادنا - إلا لرفض الأمة الإسلامية لذلك الوجود المستهجن.
وأيا كانت المبررات سواء لإيجاد بدائل لقواعدهم في تركيا: إنجرليك وأخواتها بعد التداعيات التي نتجت عن الانقلاب الفاشل هناك، أو لردع الدور الروسي في المنطقة بحكم تداعيات الأزمة السورية المحتدمة - نرجو أن تكون في صالح الإسلام والمسلمين - فإن تلك الأهداف لن تخرج عما يأتي:
- تحقيق "عودة عسكرية هادئة" إلى العراق، بعد سحب جل قواتها منه في 2011، لموازنة الوجود العسكري الروسي الذي يتنامى في سوريا، بهدف تحقيق تأثير أكثر فاعلية، في قضايا المنطقة المتشابكة.
- العزم على مزيد من الهيمنة على مقدرات المسلمين عموما وخصوصا، وفي مقدمتها البترول والثروات الكثيرة، فضلا عن طبيعة المنطقة وما حوته جغرافيتها من بحار وجبال تمكنها من متابعة (مصالحها) هنا وهناك.
- الحفاظ على استقرار النظام السياسي الذي أنشأته سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق، وحماية حلفائها الفاسدين من مصير محتوم لفشلهم الذريع سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وإيصال البلاد إلى حالة مزرية.
وختاما، نسأل الله العلي القدير أن يبدلنا خيرا من هؤلاء الرويبضات، حكاما صالحين مصلحين يخرجون الناس من ضيق الديمقراطية الفاشلة إلى سعة ورحمة الإسلام الحنيف ومعالجاته الحكيمة في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تعز المؤمنين وتذل الكافرين، وما ذلك على الله بعزيز. ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم