- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
السعودية تسعى للحفاظ على سوريا علمانية ديمقراطية
الخبر:
لافروف: جميع المشاركين في لقاء فينا أكدوا ضرورة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية وذات سيادة (روسيا اليوم 2015/10/23).
الجبير: إن الاجتماع كان إيجابياً حيث تم مناقشة تطبيق مبادئ جنيف "1" المتضمنة إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، وضمان انتقال سلس للسلطة، وتكوين حكومة ديمقراطية (الرياض 2015/10/23).
التعليق:
منذ بدأت ثورة الشام المباركة ونحن نتحدث عن خيانة النظام السعودي للمجاهدين وسعيه لإجهاض إسلامية الثورة، ودعمه لكافة المؤامرات التي حيكت عليها، وكان هذا الكلام في البداية يلقى نوعا من المخالفة من بعض من غرر النظام بهم، ولكن كما قلنا في إصدارنا السابق يأبى الله إلا أن يفضح المنافقين، فلم تعد أمريكا تأبه بالستر على أذنابها، فمنذ تولي عميلها سلمان للحكم، وتسليمها لابنها البار عادل الجبير حقيبة الخارجية، والسعودية تسير حرفيا كما تريد سيدتها أمريكا، ففي الوقت الذي كان فيه المشايخ يهتفون لما أسموه الجهاد في اليمن، كانت المواقف الرسمية تؤكد أن الهدف من القتال هو جر الأطراف المتصارعة إلى حل سياسي، وفي الوقت الذي كان فيه المشايخ في بلاد الحرمين يمنون أنفسهم بتغير الموقف من الانقلابيين في مصر كانت التصريحات الرسمية تؤكد على تطابق وجهات النظر مع مصر تجاه ما يجري في المنطقة، وفي حين كان الشارع في بلاد الحرمين يغلي على ما يجري لأهلنا في فلسطين المباركة، كانت المواقف الرسمية قمةً في الخزي والخذلان، ولمّا كان المشايخ يصدرون الفتاوى بوجوب دفع العدوان الروسي على أهل الشام، كان الموقف الرسمي داعما رئيسيا لذلك العدوان، ثم ها هو يتوج بقمة هرم التآمر والخيانة لدين الله، بالتأكيد على أهمية إبقاء سوريا "ديمقراطية" و"علمانية"..
بعد ذلك كله، حق لنا أبناء بلاد الحرمين أن نتساءل، أين من أصدر الفتاوى بوجوب الجهاد لصد العدوان الروسي عن الشام؟ وأين من كان يدعو للمجاهدين في الشام على المنابر؟ وأين من كان يتغنى بما ظنه جهادا في اليمن؟ وأين من كان يدعو الله لتحرير الأقصى من براثن يهود؟ وأين أيضا من كان يعلم حقيقة مناقضة الديمقراطية لدين الله ويؤلف فيها الكتب ويطلق الفتاوى.. أين هو الآن من حكومته التي تدعم الروس في الشام، وتريدها علمانية ديمقراطية، أين هو الآن وحكومته تسعى لحل سياسي مرضٍ لجميع الأطراف في اليمن؟ أين هو عن خَرَسِ حكومته عما يجري في فلسطين؟ أين هو عن كل هذا التآمر وهذا التخاذل وهذه العمالة وهذه الخيانة؟ أين من يزعمون أنهم أحفاد ابن حنبل وابن تيمية وابن عبد السلام...؟ أين مواقف العلماء الربانية في وجه الظلمة؟ أم أن علمهم لم يعلمهم وجوب قول الحق وتغيير المنكر وإبطال الباطل ومنع الظلم؟..
حق لنا أبناء بلاد الحرمين أن نتساءل عن سكوت هؤلاء العلماء في الوقت الذي تحتاج الأمة كلها إلى مواقف عزة يقفونها لله ولدينه، حق لنا أن ننكر سكوتهم وأن نأخذ على أيديهم وأن نقول لهم أن كفى صمتا وأن حي على رضوان الله.. حق لنا أن نستحثهم ونستنهضهم رغم أن الأصل هو أن هذا هو دورهم هم تجاهنا، ومع ذلك فها نحن نصيح في آذانهم لعلهم يستيقظون..
حق لنا أن نخاطبهم وأن نطلب منهم قيادتنا، ولكن حق لنا أيضا بل وجب علينا، أن نتجاوزهم وأن لا ننتظر يقظتهم من نومهم، وأن نعمل - سواء قادونا هم أم أخلوا بنا - لما يرضي الله ورسوله ويعز دينه وأمة نبيه، حق لنا ووجب علينا أن نبرأ إلى الله من هذا النظام الذي لم يبق لنا عذرا أو حجة، وأن نسعى لإقامة دين الله الحق في دولة الإسلام الحقة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة دولة العدل والرحمة التي تعيد فينا سيرة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وجعلنا ممن يسير على خطاهم..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القحطاني - بلاد الحرمين الشريفين