خبر وتعليق ألف ومائة وثلاثة وأربعون قتيلا أمريكيا على يد الشرطة الأمريكية في 2014
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
سي بي سي الكندية: حين تبحث في محرك البحث عن عدد جرائم القتل في أمريكا تجد أن أمريكيا يقتل بالسلاح كل 17 دقيقة، ومن كل ألف أمريكي يوجد تسعة في السجون، وفي كل سنة حوالي 100 ألف أمريكي يتعرضون للضرب بالرصاص، وفي كل يوم يتعرض 289 شخصا في المعدل لإطلاق النار، يموت منهم يوميا 89 شخصا، وينتحر 53 شخصا يوميا، لكنك لو بحثت عن عدد المقتولين على يد الشرطة الأمريكية يوميا لوجدت أنه لا يوجد إحصائيات رسمية البتة، وقد قام بعض الصحفيين بالبحث على مدار سنوات لتجد الحصيلة التالية: في العام 2014 قُتل على يد الشرطة الأمريكية 1143 شخصا، وفي العام 2013 قضى 1029 أمريكيا على يد الشرطة الأمريكية، وحين البحث في تلك الحالات تجد الغالبية الساحقة منهم فقراء أو ذوي بشرة سوداء، أو مختلين عقليا (30% تقريبا من المختلين) وبعض تلك الحالات هي من النوع المستحيل، مثل أن يكون الشخص في سيارة شرطة موثق اليدين، ومن ثم تدعي الشرطة بأنه أطلق الرصاص على رأس نفسه، وبالأمس القريب رصدت كاميرات المواطنين في الشارع شرطيا يطلق 8 رصاصات على مواطن أعزل يفر هاربا منه وليس لديه أي سلاح
التعليق:
هذه هي أمريكا، التي لا تنفك تتكلم عن حقوق الإنسان، وعن نمط العيش الأمريكي، وعن الديمقراطية، والشفافية، والتمييز العنصري، وهذه هي شرطتها، وهذه هي الجرائم التي تنتشر بين مواطنيها، بعد أن أفرغتهم من كل معاني الإنسانية، وفرّغتهم ليكونوا عبيدا في مصنع السيد الرأسمالي، لا هم لهم في الدنيا إلا مشاهدة آخر برامج التلفزيون، واتخاذ ممثلي هوليود قدّيسين ومحط أنظار، لدرجة أن صحفية كندية كتبت تقريرا عن أن أحد الزوجين إذا ما شاهد حلقة من مسلسل دون أن يشاهده معه الزوج الآخر فإن هذه خيانة زوجية!، لهذه الدرجة من الخواء الفكري، لهذه الدرجة بلغت قيمة الإنسان لديهم، لا يفكر في إنشاء حضارة، ولا يفكر في القيم، ولا يفكر في أسباب وجوده في الدنيا، ولا يحاول أن يفكر إلا في دفع فواتيره آخر الشهر، تلك التي يثقل البنك كاهله فيها، ويفكر في قضاء عطلة نهاية الأسبوع، ومشاهدة برامج التلفاز، ونجوم الرياضة والفن، فإذا ما فرغ عقل هذا الإنسان من كل قيمة وشاهد يوميا عشرات الأفلام التي تمتلئ بالبنادق والرصاص، وألعاب الفيديو التي كلها عنف، فإنه من السهل فهم كيف يقتل رجال الشرطة الأمريكان يوميا 3 أمريكان، وكيف يقتل الأمريكيون بعضهم بعضا يوميا بأرقام فلكية، وكيف تغص السجون بالمجرمين القتلة، إنها العلمانية، تفرغ الإنسان من كل قيمة إلا قيمة العبودية للسيد الرأسمالي، فإذا ما خلا من كل قيمة ركز كل جهده في الإنتاج وربط ذلك الإنتاج بدفع الفواتير، ومع ارتفاع نسبة الضغط النفسي والأمراض العصبية، وسهولة الحصول على السلاح (لأنه أيضا تجارة تدر الربح الفلكي على سيد رأسمالي لديه تجارة سلاح، ويجند الكونغرس الأمريكي نفسه لمنع تقنين تلك التجارة أو منعها) فإنه من السهل أن نفهم كل تلك الجرائم.
إنه لا ملجأ للبشرية ولا منجى إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتنقل البشرية من ظلمات العلمانية إلى نور الإسلام، ومن دركات الديمقراطية إلى عُلا الشورى، ومن انحدار البشرية لأدنى من البهائم مكانةً إلى درجة يرقى فيها البشر على سائر المخلوقات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثائر سلامة - كندا