الثلاثاء، 02 ذو القعدة 1446هـ| 2025/04/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فتوى الجهاد في غزة: علماء المسلمين يتحدثون، والأنظمة تتعثر!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فتوى الجهاد في غزة: علماء المسلمين يتحدثون، والأنظمة تتعثر!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في آذار/مارس 2025، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى رسمية تُلزم المسلمين بالجهاد لتحرير غزة. وتدعو الفتوى الأفراد والدول إلى تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي للفلسطينيين، وتحث البلاد الإسلامية على قطع علاقاتها بكيان يهود الغاصب واتخاذ إجراءات حاسمة ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح، وحصار، وتدمير للبنية التحتية الأساسية. ورغم الموقف الحازم للفتوى، إلا أن رد فعل الأنظمة، بما فيها ماليزيا، كان حذراً إلى حد كبير، واقتصر على الإدانات والمساعدات الإنسانية، باختصار كان فاترا.

 

التعليق:

 

تعكس الفتوى تأكيداً حاسماً على الأحكام الإسلامية، مؤكدةً أن الجهاد فرض للدفاع عن المسلمين المظلومين، وليس تطرفا. كما تُشدد على أن حماية غزة فريضة دينية راسخة الجذور في الإسلام، لا سيما عندما يعجز أهلها عن الدفاع عن أنفسهم. مع ذلك، كان رد الفعل الفاتر من أنظمة الحكم القائمة في البلاد الإسلامية مصدر أسف عميق. فعلى الرغم من الفتوى، امتنع قادة البلاد الإسلامية إلى حد كبير عن اتخاذ أي إجراء يتجاوز التصريحات الدبلوماسية. وبالمثل، اقتصرت ماليزيا، رغم دعمها التقليدي لفلسطين، على المساعدات والمناصرة دون اتخاذ التدابير الصارمة التي تنص عليها الفتوى. ويبدو أن الخوف من العواقب الجيوسياسية والحذر الداخلي قد طغى على الواجب الديني، كاشفاً عن الشلل السياسي الذي يُصيب جزءاً كبيراً من قيادات المسلمين.

 

في المقابل، تبنت المؤسسات المدنية والمنظمات غير الحكومية والعلماء المستقلون في جميع أنحاء البلاد الإسلامية روح الفتوى. من ماليزيا إلى البلاد الإسلامية، كان الدعم الشعبي لغزة قوياً وثابتاً، مع دعوات شعبية للعمل السياسي والمقاطعة والمزيد من التضامن تعكس الصدى العميق للفتوى بين الجماهير.

 

ومع أن الفتوى نفسها لا تدعو صراحةً إلى إقامة الخلافة، إلا أنها تكشف عن الضعف الأساسي للانقسام الحالي في البلاد الإسلامية. فبدون قيادة موحدة، مثل تلك التي وفرتها الخلافة سابقاً، تظل الإرادة الجماعية للأمة مجزأة وغير فعالة. تشير الفتوى بشكل غير مباشر إلى الحاجة الملحة إلى هيكل سياسي قادر على حشد قوة الأمة دفاعاً عن المظلومين. في جوهرها، فإن الفتوى هي أكثر من مجرد دعوة للعمل من أجل غزة؛ إنها مرآة تعكس انقسام الأمة والحاجة الماسة إلى قيادة شجاعة وموحدة. وفي حين تتعثر الأنظمة، يظل قلب الأمة حياً، يتوق إلى العدالة والتضامن والقيادة القادرة على الوفاء بواجباتها الشرعية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع