الأحد، 29 شوال 1446هـ| 2025/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أهل الأردن، اثبتوا على الحق ولا يصرفنكم عنه بطش الفراعنة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا أهل الأردن، اثبتوا على الحق ولا يصرفنكم عنه بطش الفراعنة

 

 

الخبر:

 

تناقلت وكالات الأنباء أخبار الرد ورد الفعل بين النظام الأردني الذي قام باعتقال 16 من شباب الأردن تحت مسمى "خلية إرهابية"، وبين حركة حماس وجماعة الإخوان التي قام الأردن بحظر وجودها على أراضيه. وتناقلت الوكالات تصريحا للحكومة الأردنية: "مصادر حكومية أردنية عن مطلب حماس بشأن "خلية الإخوان": المملكة أكبر من الرد على بيانات فصائل".

 

التعليق:

 

إن الأصل في المسلمين أنهم أمة واحدة من دون الناس، حربهم واحدة وسلمهم واحدة، فرسول الله ﷺ خاطب الأنصار بقوله: «الدَّمَ الدَّمَ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ، وَأُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ». فالولاء في دين الله لم يكن يوماً للتراب ولا للوطن، ولا كان لأحد إلا لله ولرسوله وللمؤمنين.

 

وإن أهل الأردن لطالما كانوا سنداً طبيعياً وحاضنة قوية لأهل فلسطين وقضية الأمة المتمثلة في مسرى رسولها المغصوب. فقضية فلسطين لم ولن تكون قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هذا ما يريده العدو؛ أمريكا وربيبهم كيان يهود ورويبضات المسلمين في دول الطوق خاصة.

 

ونصرة المسلمين وجيوشهم لغزة وكل فلسطين هي واجب وأوجب الواجبات لا يسقط بأي حال، وإن ما يكيده نظام الأردن خاصة لمنع نصرة الجيوش لفلسطين، وما يقوم به لشيطنة أي عمل يعبر عن مظاهر وحدة الأمة وضرورة انتصار المسلمين لبعضهم، ليشي برعب هذا النظام وهؤلاء الفراعنة من الأمة وصحوتها.

 

بينما تقوم أمريكا بمد يهود بأعتى الأسلحة وأكثرها قدرة على التدمير، وبينما يدرب الكيان الغاصب علوجه منذ الصغر على حمل السلاح ويجعلونه حقاً مشروعاً لكل فرد، وكما يحصل في أمريكا وكل دول الكفر، فإن الدول القائمة في بلاد المسلمين تحرمهم هذا الحق، وتمنع حمل السلاح وتجعل من يحمله للدفاع عن أهله وبلده إرهابياً متطرفاً، بل وكما جمع فرعون سحرته وحاول أن يشيطن موسى عليه السلام في نظرهم ويقنعهم أنه جاء ليدمر بلدهم ويخرجهم من أرضهم قائلاً: ﴿قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾.

 

عقلية الطغاة واحدة: تأليب الجماهير ضد الحق ومحاولة تحويل الصراع من صراع بين الحق والباطل إلى صراع بين الحق والجماهير.

 

وهكذا بدل أن يصبح من ينصر أخاه المسلم بطلاً يحاول حكام المسلمين جعله مذنباً منبوذاً يهدف لتخريب أمن البلد وأمانها.

 

كانت معركة موسى وفرعون دائما معركة الحق والباطل، ولطالما ظلت مشاهد الصراع بينهما تذكرنا بسنن الله سبحانه مع عباده المستضعفين.

 

فرعون حاول أن يقتل موسى عليه السلام ومكر مكره ليمنع مجيئه، لكن مكر الله كان أعظم وليكون هذا سراجا لأهل الحق من بعد موسى، شاءت قدرة الله أن يتربى موسى في بيت الطاغية. أي عظمة هذه يا رب، أي قدرة.. أنّى لمن كنت وليّه وكان هذا شكل تدبيرك أن يُغلب؟

 

المعركة التي بدأت بميلاد موسى عليه السلام، شاء الله أن يخوض رحاها السحرة الذين ربّاهم فرعون بماله وجبروته طوال سنين عمره، لينقلبوا في لحظة من جنود فرعون إلى شهداء يبذلون دماءهم في سبيل دين موسى! ﴿قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾.

 

المعركة بين الحق والباطل يجب أن يخوضها أتباع الحق بيقين موسى ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ﴾... كان خائفاً أن يقتلوه لكن طمأنه ربه بقوله ﴿كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ﴾.

 

حين يضعك الله في وجه العاصفة، فالله لا يريدك أن تخاف، بل كل ما يريده أن تصنع كما أمرك ﴿أَلْقِ عَصَاكَ﴾ وبقدرته وحده وعزته جل جلاله ستلقف عصا الحق ما يأفكون.

 

الله تكفل بنصر المؤمنين، ومهما علا الفراعنة، فعصا موسى لا تزال بأيدينا، فقط على المخلصين أن يلقوا عصيّهم متوكلين على الله، بعد أن يلقوا عن كواهلهم خوفهم من فرعون وحاشيته.. ويطمئن الفؤاد إلى ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع