- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يجمع أهل السودان إلا الإسلام
الخبر:
في خطاب له بمناسبة عيد الفطر المبارك، دعا مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، الموجود في بورتسودان، دعا إلى ضرورة التركيز على القيم التي تجمع المجتمع، وتؤسس للوحدة، مشدداً على أن هذه القيم يجب أن تكون محور العمل في المرحلة المقبلة. (السودان نيوز 2025/04/01)
التعليق:
إن الخلافات التي تعصف بالأطراف المتصارعة، والحروب الدائرة في السودان منذ الاستقلال المزعوم، وما قبله، كل ذلك سببه الوحيد هو أن الكافر المستعمر الإنجليزي، استطاع أن يصنع نخبة سياسية بعيدة عن منهج الله سبحانه وتعالى، بالرغم من أنهم من أبناء المسلمين، حيث صاروا تبعا للمستعمر، ولا يرون سياسة البلاد إلا في الطريقة التي كان يسوسها بها، زهاء أكثر من خمسة عقود، قضاه حاكما على السودان، منذ دخول جيش كيتشنر إليه عام 1898م، فكانت سياسة الإنجليز في السودان هي سياسة فرق تسد، فبالرغم من أن أهل السودان في غالبيتهم العظمى هم مسلمون، إلا أن الإنجليز نجحوا في تفريقهم على أسس جهوية وعرقية وإثنية، وغذوا الصراع والخلاف بين مكوناتهم، وورثوا هذا الأمر إلى السياسيين الذين سلموهم الحكم من بعدهم، فساروا على ضلالاتهم، فكان هذا حال السودان اليوم.
نحن نتفق مع مناوي على ضرورة التركيز على القيم التي تجمع أهل السودان، وتؤسس للوحدة، غير أن هذه القيم، لن توجد في أي نظام من أنظمة عالم اليوم، بل هي حصراً في نظام الإسلام، كونه من رب العالمين، خالق البشر أجمعين، فإذا كان مناوي جادا، وكذلك كل السياسيين؛ من عسكريين، ومدنيين، الذين يتصدرون المشهد اليوم، دون أن تكون لهم رؤية واضحة، إنما هم تبع للدول الاستعمارية الكبرى؛ أمريكا وأوروبا وبريطانيا، إذا كان هؤلاء جادين ومخلصين وصادقين في إخراج البلاد من أزماتها المتلاحقة، وفي أن تجتمع كلمة أهلها، فما عليهم إلا أن يتبنوا منهج الله عز وجل، باعتبارهم جميعا مسلمين، فالإسلام وحده هو الذي يصهر الشعوب والأمم، ويجعلهم أمة واحدة، يقول الله عز وجل: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ والإسلام وحده هو الذي يعدل بين الناس جميعا، ويأمر بذلك، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾. فالله سبحانه وتعالى لا يحابي أحدا، ولا يجامل أحدا، فالكل خلقه سبحانه وتعالى، لذلك كان نظامه الذي ارتضاه للبشرية، ليس للمسلمين، وإنما للبشرية، هو النظام الوحيد العادل الذي يوجد العدل والطمأنينة بين الناس.
هذا هو المخرج للسودان ولكل بلاد المسلمين، وغيرها، فواجب المسلمين الذين أراد الله سبحانه وتعالى لهم أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس، أن يفعلوا ما فعله المسلمون الأوائل، بأن يقيموا سلطان الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي أمر بها المولى عز وجل، لتوجد الحياة الكريمة المطمئنة في طاعه الله. هذا أو ستكون الأوضاع في كل عام، هي أسوأ مما كانت في سابقه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان