ترحيلُ المعارضة

(مترجم)

الخبر:

طالبة تركية بجامعة تافتس هي أحدث مؤيدة للفلسطينيين قُبض عليها في حملة القمع الأمريكية. (المصدر)

التعليق:

أُلقي القبض على التركية أوزتورك، طالبة الدراسات العليا في جامعة تافتس، فجأةً على يد رجال ملثمين بملابس مدنية أثناء توجهها للقاء أصدقائها لتناول الإفطار. ودون توجيه تهم واضحة أو اتباع الإجراءات القانونية الواجبة - بل على صلة واهية بالدفاع عن القضية الفلسطينية - يعكس اعتقالها حملة قمع أوسع نطاقاً تستهدف الطلاب الذين يُعبرون عن معارضتهم للإبادة الجماعية في غزّة. ورغم صدور أمر قضائي بوقف أي إجراء، نُقلت قسراً إلى منشأة تابعة لإدارة الهجرة والجمارك خارج الولاية، وأُلغيت تأشيرتها.

تُبرز هذه الحادثة اعتماد الحكومة المتزايد على أساليب الترهيب لإسكات الأصوات الناقدة لسياساتها. ويُشير هذا القمع إلى تحول مُقلق نحو الحكم الاستبدادي، ومعاقبة من يرفضون الانصياع لرواية مفروضة. ويُمثل تآكل حرية التعبير في حالات انتقائية انحرافاً خطيراً عن القيم الدستورية التي كانت الولايات المتحدة تُدافع عنها في السابق. وقد أدّى هذا المسار إلى مواجهة الاحتجاجات الجامعية السّلمية بقوة مفرطة، ما يعكس الأساليب الاستبدادية نفسها التي تدّعي الولايات المتحدة إدانتها.

إنّ المعاملة القاسية للطلاب الذين يجرؤون على تحدي النفوذ السياسي للوبي الصهيوني تُظهر خضوع الحكومة لمصالح أيباك الخاصة على حساب إرادة الشعب الأمريكي. فالرأي العام لا يدعم تأييد الحكومة الثابت لنظام الفصل العنصري وجرائم الحرب التي يرتكبها كيان يهود. ويكشف القمع الصارخ للمعارضة عن أزمة أعمق في السلطة الأخلاقية للغرب. كما يكشف الخوف من الروايات البديلة عن يأس محاولة محمومة للسيطرة على الخطاب. وإن هذه الإجراءات تبعث برسالة واضحة مفادها: الحرية مشروطة، ومن يرفض الصّمت سيكون عبرة. هذا الموقف المنافق من حقوق الإنسان الأساسية يقود البلاد إلى مسار خطير من القمع الاستبدادي.

على العكس من ذلك، يدينُ الإسلام بشكل قاطع جميع أشكال العدوان، ويتمسك بالعدل والرحمة بوصفها مبادئ أساسية في أحكامه وقيمه. ويؤكّد على المعاملة الرحيمة والأخلاقية لجميع الكائنات الحية؛ الحيوانات والطبيعة، فضلا عن الإنسان، ما يعزّز قدسية الحياة ومسؤولية رعاية الأرض.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هيثم بن ثبيت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا