الأربعاء، 25 شوال 1446هـ| 2025/04/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رهان الصين على الأطفال هل ينجح في إنعاش الاقتصاد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

رهان الصين على الأطفال هل ينجح في إنعاش الاقتصاد؟

 

 

الخبر:

 

أوردت شبكة سكاي نيوز العربية في 21 الشهر الجاري، خبرا بعنوان: "رهان الصين على الأطفال هل ينجح في إنعاش الاقتصاد؟" حيث ذكر التقرير "إعداد الحكومة الصينية لخطة تقدم إطار عمل تحت عنوان: تعزيز دعم الولادة وتربية الأطفال، بحث وإنشاء نظام لدعم رعاية الأطفال".

 

التعليق:

 

الله سبحانه قال: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾، فكل تشريع غير تشريع الله اللطيف الخبير للإنسان هو تسفيه من هذا الإنسان لكينونته وإذلال ما بعده إذلال.

 

والناظر في حال المجتمعات وما تصنعه التشريعات الوضعية فيها يدرك عظم الشقاء الذي يصيب الإنسان حين يدير ظهره لوحي السماء.

 

فالصين اليوم وهي تواجه خطر تباطؤ نمو الاستهلاك المحلي، وفي محاولة لقلب هذه المعادلة، تتجه نحو استراتيجية جديدة تركز على دعم الأسر وتحفيز الإنجاب عبر حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الوالدين، وبالتالي تشجيعهم على الإنجاب وزيادة الإنفاق.

 

هذه الاستراتيجية لا تقتصر على تقديم الدعم المالي المباشر، بل تتعداه إلى بناء نظام شامل لرعاية الأطفال يربط بين المهد والسوق، ويسعى إلى تحويل الإنفاق على الطفولة المبكرة إلى محرك للنمو الاقتصادي.

 

المشكلة الاقتصادية هي من أكثر المشاكل التي تؤرق سكان هذا الكوكب، وتشغل أذهان العامة والسّاسة على حد سواء، لكن لم ينج من متاهتها غير من تلقى من القرآن مفاهيمه واستلقى من الوحي سبيله.

 

فالله سبحانه قد فصل لنا طبيعة المشكلة الاقتصادية، فجعلها في ظلم الحكام في توزيع الثروات واتباعهم لحظ أنفسهم من شهوة التملك وحيازة الثروات دون حسيب، وقبل ذلك قد خط لنا سبيلا واضحا أن هذه الدنيا دار ممر والأصل أن حال الإنسان فيها هو عابر لا يركن لها ولا يتزود منها إلا بما يبلّغه وجهته.

 

وتفصيل النظام الاقتصادي في الإسلام تفصيل مبدع في الحقيقة، لا مجال للخوض فيه ها هنا، إنما للمقارنة بين حال الإسلام الذي جعل الثروة مسخرة للإنسان وجعل كل هذا الكون بما فيه مسخراً طوع الإنسان ليستعين به على غايته والوصول لوجهته وهي الدار الآخرة.

 

أما حين يضل الإنسان ويبلغ به الكِبْر أن يرى في نفسه القدرة على التشريع من دون الله فهو يستعبد غيره ويجعل قيمة الإنسان مرتبطة بالانتعاش الاقتصادي، ويصبح الأطفال الذين هم من أجل نعم الله مجرد أسلوب تسويقي حقير لزيادة استهلاك الأفراد، أي زيادة ضخ الثروة في جيوب أصحاب الأموال، هكذا تراهن الصين على جعل الإنسان عبداً للاقتصاد.

 

والعجيب الذي يدعو للسخرية أن الصين كانت الراعي لاتفاق بكين الذي تم فيه التعاهد بين أعضاء الأمم المتحدة على حفظ حقوق الطفل والمرأة وتجريم أي تمييز ضدهما!

 

هكذا تصبح هذه المواثيق صنم تمر، يلوكونه حين تتعارض الحقوق مع مصالحهم الاقتصادية، ويريدون منا أن نعبده حين يتعلق الأمر بتطبيق الإسلام على أطفالنا وفي مجتمعاتنا.

 

فهل مِن راغب بعد هذا عن دين الله تشريعا وطريقة عيش ونظاما نطبقه في الحياة، يجعل نفسه في خانة هؤلاء السفهاء؟

 

﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع