- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
يهود يكررون مأساة غزة في الضفة الغربية
الخبر:
منذ أكثر من شهر ويهود يشنون حربا على الضفة الغربية وبالأخص جنين ومخيمها وطولكرم ومخيماتها، فدمروا البيوت والبنية التحتية في العديد من المدن وقراها وهجروا الآلاف من سكان المخيمات وقتلوا العشرات، ويوما بعد يوم تزداد معاناة أهل الضفة الغربية.
التعليق:
لقد أجرم يهود بحق أهل فلسطين أيما إجرام منذ أن وطئت أقدامهم النجسة أرض فلسطين الطاهرة المباركة، وعاثوا فيها الفساد، حتى كاد من فسادهم وإجرامهم أن يتكلم الشجر والحجر، فما إن خمدت حرب الإبادة في غزة قليلا حتى أشعلوا حربا في الضفة الغربية، فطردوا الأهالي من بيوتهم وجعلوا من مخيم جنين معسكرا لدباباتهم وعرباتهم، وهدموا الكثير من البيوت، وقتلوا وجرحوا العشرات، وكأن ما جرى في غزة سيتكرر في الضفة الغربية، ومع كل المشاهد التي تلين لها الحجارة الصماء إلا إن مشاعر الأخوة عند الجنود والضباط في جيوش المسلمين القريبة والبعيدة عن فلسطين لم تتحرك حتى الآن! والشيء المعيب حقا أن مشاعر الإنسانية تجاه فلسطين وأهلها قد تحركت عند مَن لا يدينون بديننا ولا يصلون إلى قبلتنا ولكنها للأسف لم تتحرك عند ضباط وجنود المسلمين، فما بالكم يا أبناء جيوشنا؟ وماذا أصابكم؟ أخبرونا بالله عليكم ما الذي يجري في عروقكم دماء أم ماء؟! ما بال قلوبكم قد أصبحت كالحجارة بل أشد قسوة؟ ترون دماء إخوانكم تُسفك مِن الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ولا تتحركون؟ وربكم العليم الخبير يقول: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ أي أنهم أعداؤكم كما هم أعداء أهل فلسطين سواء بسواء فكيف تقابلون إجرامهم بالسكوت واللامبالاة؟!
واليوم قد بدت مطامع يهود ونواياهم أكثر من ذي قبل، فها هم قد احتلوا أجزاء من لبنان ويرفضون الخروج منها، واحتلوا أجزاء من سوريا ويقولون إن بقاءهم فيها سيطول، ليس هذا فحسب بل يطالبون بأن تكون المناطق السورية المحاذية لفلسطين مناطق منزوعة السلاح، وربما غدا سيتحركون باتجاه الأردن ومصر ويقتطعون منهما أجزاء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استخفافهم بكم يا جنود المسلمين وأنهم لا يحسبون لكم حسابا ولا يقيمون لكم وزنا، فماذا أنتم فاعلون؟ وإلى متى ستصمتون وكأن الأمر لا يعنيكم؟!
اعلموا يا جند الكنانة ويا جند الأردن وجند الشام أنه إن طال سكوتكم وتقاعسكم فإن النار ستحرقكم كما حرقت مَن قبلكم، وإن يهود يتربصون بكم كما يتربصون بأهل فلسطين، وأنتم لا محالة على قوائمهم السوداء، فإن لم تحزموا أمركم الساعة وتتخلصوا من الرويبضات العملاء أذناب وحماة يهود وتتحركوا صوب فلسطين لتقعدوا ليهود كل مرصد، وتضربوهم ضربة رجل واحد، فإنهم هم مَن سيبادرون ويتحركون ضدكم ويدمرون بلادكم ويمرغون كرامتكم بالتراب، وديننا الحنيف علمنا أنه لم يُغزَ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا، وعلمنا أيضا أنه ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
فإن لم تنصروا الله ولم تنصروا إخوانكم فإنكم لن تضروا الله شيئا وسيستبدلكم ويأتي بقوم آخرين يحبهم ويحبونه يجاهدون في سبيله ولا يخافون فيه لومة لائم، وفي الآخرة عذاب شديد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام