السبت، 23 شعبان 1446هـ| 2025/02/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا حكام الضرار تعلموا من القادة العظام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا حكام الضرار تعلموا من القادة العظام

 

 

 

الخبر:

 

كشفت الرئاسة المصرية يوم الأحد تفاصيل لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله الثاني. وأفاد بيان بأن الطرفين شددا على "ضرورة البدء الفوري لعملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم".

 

التعليق:

 

على حكامنا اليوم أن يعيدوا قراءة التاريخ الإسلامي، تاريخ القادة العظام عسى أن يتعلموا ولو الجزء اليسير عن كيفية مواجهة الأعداء، الذي يتطلب من العزة والشموخ ما يفقدونه، فها هو الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي واجه الدولة الرومانية أعتى القوى الدولية في القرن التاسع الميلادي، قد حوَّل تهديداتها للدولة الإسلامية إلى فرصة لدحرها، ومنع الهجمات والاحتلالات المُتكررة لبعض المناطق المحاذية لثغور الدولة الإسلامية، وتمددها حتى شواطئ البحر المتوسط. ففي عام 782، عُقدت هدنة مع الملكة الرومانية إيرين قضت بموجبها دفع جزية سنوية لدولة الخلافة، وظلت تدفعها إلى أن ماتت. وحين خلفها نقفور عام 802، أرسل رسالةً إلى هارون الرشيد يطالبه برد تلك الجزية، وكتب له: "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك". وعندما قرأ هارون الكتاب استشاط غضباً، فأرسل رسالته الشهيرة التي خلدها التاريخ، إذ كتب على ظهر رسالة نقفور "بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام". وفي العام 803 خرج على رأس جيشه حتى وصل إلى هرقلة، وهناك دارت معركة نيكوبلوس، التي انهزم فيها نقفور، واضطر لدفع الجزية تماماً مثلما كانت تفعل سابقته. بعدها بعام، فكر الإمبراطور البيزنطي مرة أخرى في الامتناع عن دفع الجزية للخليفة العباسي، فعاد الرشيد وخاض حرباً جديدة مع البيزنطيين قتل فيها 40 ألفاً من جيشهم، وأجبرهم على دفع 30.000 عملة نقدية من الذهب سنوياً، وحرر فيها كل الأسرى المسلمين، الذين وقعوا تحت قبضة البيزنطيين.

 

لم يكن هذا النصر ليحدث لو أن الرشيد وقف موقف الجبناء وخضع لإملاءات الدولة العظيمة آنذاك وبدأ باستخدام التفاوض بحجة عدم مقدرة الدولة حينها لخوض المعارك وهي التي كانت تعاني ما تعانيه من قلاقل واضطرابات، إلا أنه اتخذ القرار بقوة وصلابة أرغما أعداء المسلمين على الخضوع والاستسلام.

 

هذا ما كانت عليه الدولة الإسلامية وهكذا كانوا القادة العظام وهذا ما يجب أن يتعلمه حكام المسلمين اليوم الخاضعون والخانعون لإرضاء دول الكفر التي تجاهر ليل نهار بعدائها للإسلام والمسلمين.

 

فالحل يا حكام مصر والأردن ليس بإعادة إعمار غزة - مع أن ذلك من واجبكم ومن واجب كل حكام المسلمين دون تفضل على أهلها - إن الحل يكمن باجتثاث هذا الكيان الغاصب الذي أوغل بدماء المسلمين واحتل مقدساتهم واستباح أعراضهم، الحل يكمن بأن تقفوا ولو مرة واحدة في حياتكم موقف عز وشموخ وأن تعلنوا القصاص وتقطعوا كل يد سفكت ودمرت وقتلت وشردت وهجرت المسلمين بدل المتاجرة واستخدام هذه القضية لمصالحكم ومصالح عروشكم، تلك العروش التي ما دامت لغيركم لتدوم لكم، ولكن أسمعنا لو نادينا حيا، فلا حياة لمن ننادي.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع