- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلة ليست في القضية الكردية!
بل في هيمنة الدول الرأسمالية على بلادنا، ونهب ثرواتها
(مترجم)
الخبر:
قال أردوغان خلال المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية في طرابزون، إن المنظمة الإرهابية وصلت إلى نهاية الطريق، وأضاف: "الصراع والعنف وعدم الاستقرار أصبح من الماضي، وسوف نصل بالتأكيد إلى هدف تركيا خالية من الإرهاب، وفي وئام".
التعليق:
إن خطاب أردوغان حول تركيا الخالية من الإرهاب لم يلق أي استجابة. فعلى مدى عقود من الزمان، كانت العديد من الحكومات تتعهد بإنهاء الإرهاب، ورغم أنها استخدمت أحياناً وسائل ديمقراطية وأحياناً أخرى أساليب عسكرية، إلا أنها لم تحقق أي نجاح جدي.
فلماذا إذن لم يتم حل هذه المشكلة حتى الآن على الرغم من مرور 67 حكومة على تركيا الحالية، وتجربة النظام البرلماني والنظام الرئاسي؟ هناك عوامل رئيسية عدة وراء ذلك منها:
1- أن النظام الديمقراطي العلماني، الذي ينتج كل المشاكل والأزمات، لا يزال قيد التطبيق.
2- استمرار الصداقة والاتفاقيات السياسية والاستراتيجية الثنائية مع كافة الدول الغربية وخاصة أمريكا الاستعمارية الكافرة التي تمول الإرهاب.
3- انتشار السفارات وأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي هي بؤر للإرهاب في البلاد.
4- وجود قواعد عسكرية للدول الأجنبية مفتوحة في البلاد.
5- تحول حكام المسلمين إلى بيادق بيد المستعمرين رهنوا إرادتهم لهم.
لكل هذه الأسباب فإنه من المستحيل وضع حدّ للإرهاب في تركيا أو غيرها من البلاد الإسلامية وتحقيق الاستقرار فيها.
وإذا كان الأمر كذلك فما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لوضع حدّ للإرهاب؟
1- أولاً وقبل كل شيء لا بد من إلقاء النظام الرأسمالي العلماني الذي هو مصدر كل الأزمات ويسبب عدم استقرار البلاد وهو نظام الكفار الاستعماريين، إلقائه في واد سحيق لأنه يعطي الكفار المستعمرين الفرصة لاستغلال واحتلال البلدان، وإحداث أزمات سياسية واقتصادية فيها. وفي الوقت نفسه، يمنع إعادة توحيد الأمة بنشر أفكار سامة مثل القومية والمدنية والقبلية. لذلك، من الضروري التخلص من هذه الأفكار السامة الخطيرة في أقرب وقت ممكن وإعادة الأفكار الإسلامية إلى الأمة.
2- يجب إغلاق القواعد العسكرية والسفارات وفروع وحدات الاستخبارات الأجنبية التي تغذي الإرهاب وتشكله، على الفور.
3- يجب تمزيق المعاهدات مع الدول الاستعمارية. في الواقع، لا تزال العلاقات الودية مع الولايات المتحدة، التي دعمت منظمة وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابية لسنوات وزودتها وما زالت بأطنان من الذخيرة العسكرية.
4- الحلّ الأهم والأكثر جذرية هو إيجاد رأي عام قوي داخل الأمة لإقامة دولة الخلافة في أقرب وقت ممكن، والتي ستعالج هذه المشاكل وأمثالها وتحلها بطريقة صحيحة وسليمة.
في القرن الأخير من عمر الأمة الإسلامية لم يكن هناك نقص في الأزمات والإرهاب في قاموس الأمة. ولكن قبل قرن من الزمان، عندما كانت خلافتنا قائمة، كان العرب والفرس والأتراك والأكراد والبوسنيون والشركس يعيشون دائماً حياة آمنة وعادلة وسعيدة في أخوة. ولم يكن أحد قادراً حتى على زرع الفتنة بينهم. ولكن عندما هدمت خلافتنا ورُسمت حدود مصطنعة بين الإخوة، نجحت الدول الاستعمارية في إدخال أفكار غير إسلامية إلى هذه البلاد من خلال أجهزتها في المنطقة، وحينها تمكنت من تمزيق الأمة وتفريقها.
عندما كانت خلافتنا قائمة كان الأكراد وغيرهم من الجماعات جزءاً أساسياً من الأمة. واليوم بشكل خاص، يجب على أولئك الذين يقولون إن هناك قضية كردية، والذين يقولون إن الأكراد لم يُعطَوْا حقوقهم، والذين يقولون إن هناك إرهاباً، أن ينظروا معاً إلى التاريخ المجيد للإسلام! إن المسلمين الأكراد على وجه الخصوص لم يقاتلوا الدولة أبداً في عهد الخلافة العثمانية، ولم يتخلّوا عن طاعتها، ولم يخطر ببالهم حتى إقامة دولة منفصلة، ناهيك عن الانفصال عنها.
في الواقع، نشأت القضية المعروفة بالمشكلة الكردية مع نشأة الجمهورية، واستمرت كإرث مرير لها. بينما في الخلافة العثمانية لم تكن هناك مشكلة أو مفهوم من هذا القبيل. في الواقع، كان الكفار الاستعماريون وأجهزتهم المفيدة لهم هم الذين أثاروا هذه المشكلة سياسياً دائماً لتحقيق مصالحهم وشؤونهم وتعزيز هيمنتهم، لأنّ هذه الدول الكافرة هي مصدر المتاعب.
لذلك فإن المشكلة ليست الأكراد، بل إن المشكلة الحقيقية هي في هيمنة الدول الرأسمالية الاستعمارية على بلادنا ونهب ثرواتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك